شهدت المناظرة الثانية بين المرشحين الثمانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في 14 الشهر الجاري، انتقاد حسن روحاني الرقابة في البلاد، وطرد أساتذة جامعيين وفرض قيود على طلاب، فيما اعتبر الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل أن الرقابة ضرورية لصون «القيم الأخلاقية». وخُصصت المناظرة التي بثها التلفزيون الإيراني مباشرة، لمناقشة البرامج الثقافية والاجتماعية للمرشحين، بعدما ناقشت المناظرة الأولى القضايا الاقتصادية. وشدد روحاني على أن «الثقافة تنبع من الشعب»، لافتاً إلى وجوب أن تكون «لامركزية وألا تخضع لسلطة الحكومة». واعتبر أن «الرقابة غير الضرورية والأنظمة المبهمة تعرقل» الثقافة و «الابتكار» في البلاد. وانتقد الحكومة لأسلوب تعاطيها مع أكاديميين وطلاب، لافتاً إلى طرد أساتذة جامعيين في العقد الأخير، وفرض قيود قاسية على الطلاب. وأضاف: «ثورتنا ثقافية، ويجب أن نثق بالشعب وألا نتدخل في شؤونه الثقافية». ورأى وجوب «الالتفات إلى كل التنوعات القومية والثقافية» في إيران، مؤكداً أن «الحرية تكفل مكافحة الفساد». لكن حداد عادل رأى أن الرقابة ضرورية لصون «القيم الأخلاقية»، مضيفاً: «لا اقتصاد مقاوماً من دون ثقافة. ويجب أن نركّز على أصالة الثقافتين الإسلامية والإيرانية، ويمكننا مواجهة الغزو الثقافي بالتعرّف إلى ثقافتنا الأصيلة». أما رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، فاعتبر أن «المساجد أكثر أهمية من النفط والغاز»، داعياً إلى «ردم هوة الثقة بين المجتمع والحكومة، وإزالة الفقر». ورأى ضرورة «ألا تتدخل الحكومة بشكل كامل في الثقافة والاقتصاد»، وزاد: «الثقافة عندنا مظلومة، ولم نعطها حقها». سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، اعتبر أن «المجلس الأعلى للثورة الثقافية أكثر أهمية من المجلس الأعلى للأمن القومي»، داعياً إلى «استثمار الطاقات الكامنة في الثقافة لتسوية مشكلات اقتصادية». وشدد وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، على أن «الثقافة الإيرانية والإسلامية، كانت دوماً حارس الهوية الإيرانية الإسلامية»، فيما حذر محسن رضائي من أن إيران «ستسير نحو الهاوية إذا استمر الوضع الراهن»، معتبراً أن «المجلس الأعلى للثورة الثقافية لم يستطع نقل ثقافة الدفاع المقدس إلى الجيل الثالث للثورة». أما محمد رضا عارف، فانتقد «نظاماً ثقافياً صعباً لا يمكّن الفنان من إظهار إبداعاته»، مضيفاً: «علينا تقديم منتجات ثقافية جيدة للشعب، لئلا يتجه إلى تلك الأجنبية». وكان عارف أعرب عن أمله بتوصل الرئيسين السابقين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني إلى اتفاق حول ائتلاف مع روحاني، «لنفوز في الانتخابات». وثمة تكهنات بتشتّت أصوات أنصار التيار الأصولي بين 4 مرشحين، هم قاليباف وولايتي وجليلي ورضائي، ما يعزز فرص الإصلاحيين.