يُعد مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تتويجاً لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في نشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين البشرية كافةإضافة إلى مبادرته التاريخية بالدعوة للحوار بين أصحاب الديانات السماوية والثقافات الإنسانية وهي الدعوة التي أعلنها من فوق منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وما تلا تلك المبادرة من رعايته المتكررة لمؤتمرات الحوار ومنها المؤتمرات الثلاثة للحوار، أولها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بين أتباع الأديان المنعقد في مكةالمكرمة في حزيران (يونيو) 2008، وثانيها المؤتمر العالمي للحوار المنعقد في مدريد في شهر تموز (يوليو) 2008، وثالثها الاجتماع رفيع المستوى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المنعقد في مقر الأممالمتحدة في نيويورك خلال تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. وكانت نتائج تلك الجهود تأسيس المركز ومقره فيينا. وجاء إنشاء مركز الملك عبدالله العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات بفيينا في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 الذي تم افتتاحه في حضور وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ونائب رئيس وزراء جمهورية النمسا وزير الخارجية ميخائيل شيبندل إيغير ووزير خارجية مملكة إسبانيا خوسيه مانويل غارثيا مارجاللو وأعضاء مجلس إدارة المركز بمبنى شتورني التاريخي بفيينا تجسيداً لهذه الصيغة، وثمرة لمبادرة خادم الحرمين، ما يجعلها وسيلة لتعميم الحوار الحقيقي على شتى المستويات بين المنتمين إلى الثقافات والحضارات الإنسانية ذات التنوع الخلاق. ويعد المركز، بحسب وكالة الأنباء السعودية، أول مؤسسة عالمية مستقلة تقوم بدور محوري على صعيد التواصل بين أتباع الأديان والثقافات والبناء على الجهود الدولية في مجال الحوار العالمي ودعم ثقافة التعاون والتعايش بين الشعوب كافة على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم، استجابة لمبادرة خادم الحرمين التي انطلقت من مكةالمكرمة أثناء المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، وحظيت بتأييد المجتمع الدولي. وعقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار فور انطلاق مبادرة الملك عبدالله للحوار بحضور عدد من كبار علماء الأمة ومفكريها ومثقفيها عام 1429ه والذي نتج منه إشاعة ثقافة الحوار من خلال عقد ندوات ومؤتمرات في أنحاء العالم وتكوين فريق عمل يدرس عوائق الحوار ويعمل لإزالتها، إذ أكد خادم الحرمين خلال كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر بأننا صوت تعايش وحوار عاقل وعادل وصوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن. موضحاً أن الرسالات الإلهية دعت جميعها إلى خير الإنسان والحفاظ على كرامته وإلى تعزيز قيم الأخلاق والصدق، مشيراً إلى أننا ننطلق في حوارنا مع الآخر بثقة نستمدها من إيماننا بالله ثم بعلم نأخذه من سماحة ديننا.