كرر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، أنه لا يؤيد مرشحاً لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 الشهر الجاري، وحذر المتسابقين من تقديم «تنازلات» في الملف النووي، تمسّ «مصالح» طهران. واستمع سبعة من المرشحين الثمانية للانتخابات، في غياب حسن روحاني الذي كان في جولة انتخابية في محافظة أصفهان، إلى كلام خامنئي الذي وَرَدَ في خطاب عند ضريح الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية، في الذكرى ال24 لوفاته. وللمرة الأولى منذ وفاة الإمام الخميني العام 1989، لم يلقِ الرئيس الإيراني خطاباً في المناسبة، إذ أُلغيت كلمة نجاد أمس. وكان خطاب ألقاه الأخير في المناسبة ذاتها العام الماضي، أثار «تشنجاً» مع أنصار حسن الخميني، حفيد الإمام الراحل. وبعدما القى حسن الخميني كلمة للمناسبة، قال خامنئي ان «الأعداء خططوا لجعل الانتخابات تهديداً لإيران، ويحاولون ثني الشعب عن التصويت». ورأى أن «التصويت لأيٍّ من المرشحين الثمانية، هو تصويت للجمهورية وعلى الثقة بالنظام وآلية الانتخابات»، لافتاً إلى أن «وسائل الإعلام الأجنبية تريد بعد الانتخابات، أن تدّعي أن المرشد كان يريد فلاناً رئيساً. هذا خطأ. لا مرشح مفضلاً لديّ». ونصح المرشحين بالامتناع عن «إعطاء وعود لا يمكنهم تنفيذها»، محذراً من أن «بعضهم يعتقد، خطأً، بأن علينا تقديم تنازلات للعدو، للحدّ من غضبه، ووضع مصالحه قبل مصالح الأمة الإيرانية». إلى ذلك، أعلن المرشح محسن رضائي سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، أنه «سيعمل مع المرشد لإخراج الحرس الثوري من قطاع الاقتصاد» في البلاد. وقال رضائي، وهو قائد سابق ل «الحرس»، لصحيفة «شرق» إن «وجود الحرس أو الحكومة في قطاع الاقتصاد، مُبرَّر فقط في أوضاع استثنائية»، مثل مرحلة ما بعد الحرب مع العراق (1980-1988)، مستدركاً أن «الحكومة هي التي تطلب وجود الحرس في قطاع الاقتصاد». وأكد أن «علاقته الجيدة» بخامنئي ستتيح له معالجة الأمر. أما المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف فأشار إلى أن الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي سيقرران من يبقى في السباق الانتخابي، بينه وبين حسن روحاني. وشدد على أن «إعادة النظر في العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، ثم الغربية»، سيكون «أولويته في حال فوزه»، لافتاً إلى أن «العلاقات مع دول دخلت مرحلة تحدٍ أحياناً». وأضاف: «رسالتنا إلى العالم يجب أن تكون رسالة سلام، وعلينا أن نحترم حقوق الدول الأخرى، في علاقاتنا الخارجية، وان نستفيد من تجاربنا ومكاسبنا، لتسوية مشكلات الدول». واعتبر أن «وجود أجهزة موازية لوزارة الخارجية، يضعف الجهاز الديبلوماسي». في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء «فارس» عن «مصدر» في الخارجية الإيرانية أنها استدعت القائم بأعمال السفارة القطرية في طهران، في غياب السفير، وسلّمته «احتجاجاً شديداً على التورط القطري بشبكة التخريب التي ضبطتها وزارة الاستخبارات الإيرانية». وكانت الوزارة أعلنت الأحد الماضي توقيف 12 من أعضاء الشبكة، مشيرة إلى انها كانت تنوي «تنفيذ عمليات تخريب يوم الانتخابات». ولفتت إلى أن الشبكة كانت «أكثر مهماتها خبثاً، تأجيج الخلافات العرقية والطائفية» في إيران، من خلال عمليات تخريب واغتيالات. وكشف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، أن بيان الوزارة قصد قطر، معتبراً أنها «أصغر من أن تعبث بالأمن القومي الإيراني».