حسن روحاني هو رجل الدين الوحيد بين المرشحين للرئاسة الإيرانية. عضو جماعة العلماء المناضلين «روحانيت» المحافظة، لكنه يحظى بدعم شريحة واسعة من الإصلاحيين. يمسك العصا من الوسط، ويقول إنه يمثّل الاعتدال والحكمة والأمل بالانتخابات المقررة في 14 الجاري. يفتخر روحاني بإبعاده شبح الحرب عن بلاده عندما اتفق مع «الترويكا الأوروبية» فرنسا وبريطانيا وألمانيا، علي تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم عام 2005 (اتفاق سعد آباد). وأهله بقاؤه 16 عاماً (1989 - 2005) في أمانة مجلس الأمن القومي لأن يمتلك سياسة خارجية واضحة حيال الملفات التي تعاني منها إيران. يقول إنه يسعى لإزالة التشنج مع الأسرة الدولية، والتحديات الداخلية وإعادة صوغ الشروط التي تواجه الأمن القومي لتحقيق المصالح الوطنية. يرفع شعار إنقاذ الاقتصاد، التأكيد علي الأخلاق والتعاطي مع الأسرة الدولية. خلال المناظرة الأولى التي أجراها التلفزيون الإيراني للمرشحين الثمانية أول من أمس، كان روحاني من المتفوقين. فقد امتاز بالجدية في طرح المواضيع والبرامج، وتميز بالتركيز علي القضايا الداخلية وتحديداً الاقتصادية منها، كاشفاً قدرته عن الخوض في المواضيع المتعددة كالبطالة والتضخم ومشكلة السكن والعلاقات الخارجية من دون أن ينسى انتقاد برامج حكومة الرئيس أحمدي نجاد في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وهو يؤمن بالحكومة الموسعة التي تضم الأطياف السياسية كلها، ويعتقد «أن البلد يديره الشعب وليس حزب أو اتجاه سياسي معيّن». من يدرس الملف النووي الإيراني لا بدّ له أن يتطرّق إلى الدور الذي لعبه روحاني خلال توليه أمانة مجلس الأمن القومي، إذ يفتخر بأنه أبعد ملف بلاده النووي عن أروقة مجلس الأمن علي رغم أن معارضيه يتهمونه بالاستجابة للدول الغربية علي حساب مصالح بلاده. وعندما سألته مرة عن نهايات البرنامج النووي الإيراني، قال: «سنقف عند حدود المصالح الإيرانية». ولد روحاني في أحد مدن محافظة سمنان (120 كيلومتراً شرق طهران)، وهي المحافظة التي ولد فيها الرئيس نجاد. حصل علي شهادة القانون من جامعة طهران ونال درجة الاجتهاد في العلوم الإسلامية من الحوزة العلمية في مدينة قم، قبل أن يحوز شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة غلاسكو. أنخرط روحاني في العمل السياسي منذ عام 1960، وهو من أطلق لقب الإمام علي الخميني عشية انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. وهو خطيب مفوّه، ومثقف أثبت جدارته في التأثير في سامعيه ما حدا بنظام الشاه إلى منعه من اعتلاء المنابر الاجتماعية والدينية حتى انتصار الثورة. ساهم روحاني في ترتيب أوضاع الجيش الإيراني بعد الثورة، وتقلّد مناصب مهمة وحساسة في صفوفه، حتى أصبح مسؤولاً عن إدارة المضادات الجوية خلال الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988). أنتخب عضواً في مجلس الشورى (البرلمان) لخمس دورات متتالية (1980 - 2000). بعد مسؤولياته في مجلس الأمن القومي، رأس مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لمجمّع تشخيص مصلحة النظام، إلا أن المرشد (علي خامنئي) أبقاه مندوباً عنه في مجلس الأمن القومي. ويشغل حالياً منصب عضو في مجلس خبراء القيادة وعضو مجمّع تشخيص مصلحة النظام، حيث يرأس اللجنة السياسية الدفاعية الأمنية. ويجيد روحاني 4 لغات، ونشر مؤلفات في مجالات عدة، فضلاً عن مقالات في أكثر من 30 مجلة. ويعتقد مراقبون كثر أن ائتلاف روحاني مع نائب الرئيس السابق المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف، يساهم إلى حدّ بعيد في زيادة فرص النجاح للفوز بالرئاسة. روحاني (أ ف ب)