أعلن الأمين العام لجائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية إياد أمين مدني، عن تتويج أستاذ علم التاريخ الدكتور عبدالله العنقاوي فائزاً بالجائزة في دورتها الخامسة، وذلك في الحفلة التي نظمتها الأمانة العامة للجائزة مساء الأحد الماضي في فندق المريديان بالمدينةالمنورة، وحضرها أمير منطقة المدينةالمنورة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي سلم الفائز جائزته، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والثقافية والأكاديمية والإعلامية، والمهتمين بتاريخ الجزيرة العربية. وتطرق إياد مدني في كلمته إلى سيرة والده المؤرخ أمين مدني العلمية والعملية والشخصية، لافتاً إلى أن الدورة الحالية أقيمت بالتزامن مع الاحتفاء بمناسبة المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية. وقال مدني: «إن الأعمال المكرمة تدور بطبيعتها حول معلم من المعالم أو منطقة من المناطق في الجزيرة العربية، فالتكريم نحرص أن يؤدي إلى إبراز أهمية البحث وما يدور داخل محاوره، في مقابل تكريم وتحفيز الباحث نفسه». وأشار إلى أن «اللجنة العلمية للجائزة من أصحاب الاختصاص ومن أهل السبق والريادة بتاريخ الجزيرة العربية، يضفون على الجائزة الصدقية والموضوعية والحيدة العلمية، يتطوعون بفضل منهم ورغبة في الإسهام في المشروع الثقافي، الذي نحرص على ترسيخه وتأصيله وتعميق أثره». بعد ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئياً لأعمال المؤرخ أمين مدني، إلى جانب أعمال الفائز بالجائزة الدكتور عبدالله العنقاوي. وعبّر الفائز عن اعتزازه بثقة اللجنة العلمية واختياره فائزاً بالجائزة في عامها الخامس، مؤكداً أهمية البحث التاريخي، وأهمية العناية بأقسام التاريخ في الجامعات ودعمها. ولفت العنقاوي إلى اهتمامه الدؤوب بالبحوث المتواصلة على مدى أعوام تزيد على 28 عاماً تمحورت في جوانب عدة، ضمنها كسوة الكعبة في العصر المملوكي، وأوروبيون في الحرمين، وتاريخ جدة. وقال: «زادني شرفاً أن أكرم من اللجنة العليمة التي لها تاريخ عريض منذ انطلاق جائزتها الأولى في عام 1414 للهجرة، التي بإذن الله تعطي حافزاً لي ولغيري لتكريس الجهد في تاريخ الجزيرة العربية، التي تتعدد بها المعالم التاريخية والقصص التي تهم العالم بأكمله، نظراً إلى قوة تاريخ هذا البلد». وألقى رئيس اللجنة العلمية للجائزة الدكتور عبدالرحمن الأنصاري كلمة، أعرب فيها عن تقديره للثقة التي أنيطت به في التحكيم على «جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية»، ممتدحاً الجهود البحثية للدكتور العنقاوي، «الذي تراكمت خبراته لتخرج بحوثاً أصيلة تتحدث عن واقع الجزيرة وأحداث مرت بها». وقال الأنصاري إن الجائزة ظلت تحظى برعاية من أمير منطقة المدينةالمنورة، «وذلك للتأكيد على أهميتها، وهي ما زالت حريصة على تحفيز وتشجيع تدوين البحث العلمي بين الباحثين والعلماء، وتكريم المثابرين والإشادة بالمميزين ليكونوا قدوة ومثلاً يحتذى للجيل الصاعد من الشباب من أبناء هذا البلد، ليعيدوا لهذه الأمة مجدها وتراثها بالكشف والتنقيب والفحص والنقد». وأكد أن العنقاوي «كاتب بذل جهداً على مدى أعوام ليست بالقريبة، وتراكمت خبراته لتخرج بحوثاً أصيلة تتحدث عن واقع الجزيرة وأحداث مرت بها. وتأتي الجائزة هذا العام مغايرة عما سبقها من مواضيع، ولكن رأت اللجنة تكريم هذا الرجل صاحب الأعمال الجليلة». وأوضح رئيس اللجنة العلمية قائلاً: «لقد مرت الجائزة بعدد من السنوات كرمت فيها العديد من الباحثين والمهتمين في هذا الشأن، وبذلك تسير القافلة متئدة إلى هدفها المنشود في إشعال جذوة البحث العلمي بين الباحثين والعلماء، وتكريم المجد منهم والمثابر والتنويه بالتميز، ليكون قدوة ومثلاً يحتذى للجيل الصاعد من الشباب من أبناء هذا البلد السموح، ليعيد لهذه الأمة مجدها وتراثها بالكشف والتنقيب والفحص والنقد». ولفت إلى أن الجائزة معنوية، «تدفع بالباحث إلى التقدم في أعماله، وتسلّط الضوء على ما قام به من أفكار، لتتداولها الأجيال والمجتمع». وأعلن الأنصاري أن موضوع الجائزة للدورة المقبلة هو البحث في البحر الأحمر ما بين القرن ال16 وال17، «وقد يستمر البحث في أعوام عدة، إلى حين أن يقدم بحثاً يُجيزه أعضاء اللجنة كافة، خصوصاً أن الجائزة غير مرتبطة بمدة زمنية في مقابل حرصها على مادة البحث المقدمة، وفي حينها يعلن عن أفضل عمل يقدم». وتوقف الدكتور سعد الراشد في كلمته عند الجوانب العلمية لإنتاج أمين مدني وطبيعة مؤلفاته، وأثره وريادته في البحث التاريخي في الجزيرة العربية. يذكر أن جائزة أمين مدني أنشئت بموجب الموافقة السامية في عام 1409، وينحصر موضوعها في تاريخ الجزيرة العربية، وحظيت منذ تأسيسها باهتمام وترحيب الأوساط العلمية والفكرية داخل السعودية وخارجها.