رحب كل من وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ بقرار الرئيس محمود عباس تكليف رئيس جامعة نابلس رامي الحمدالله تشكيل حكومة جديدة، وأعربا عن الأمل في التعاون معه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، في وقت اعتبرت إسرائيل أن الحمدالله شخصية براغماتية نظيفة اليدين. وقال كيري في بيان: «نهنئ الدكتور رامي الحمدالله»، مؤكداً أن «تعيينه يأتي في لحظة مليئة بالتحديات، وهي أيضاً لحظة سانحة مهمة». وأضاف: «معاً، يمكننا اختيار طريق المفاوضات للتوصل إلى حل الدولتين الذي من شأنه أن يسمح للفلسطينيين بتحقيق تطلعاتهم المشروعة، ومواصلة بناء مؤسسات دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش بسلام وأمن وازدهار اقتصادي جنباً إلى جنب مع إسرائيل». وأشاد ب «المساهمات الاستثنائية لرئيس الوزراء المنتهية ولايته الدكتور سلام فياض الذي عمل بلا كلل لبناء مؤسسات فلسطينية فاعلة». ترحيب إسرائيلي وفي إسرائيل، رفض عدد من الناطقين باسم الحكومة الإدلاء بتصريحات في هذا الموضوع، موضحين أنه شأن داخلي فلسطيني. غير أن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلت عن أوساط سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى ارتياحها للتكليف، واصفةً الحمدالله بالشخصية البراغماتية في كل ما يتعلق بعملية المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأضافت أنه أقام على مدار أعوام علاقات عمل طيبة مع عدد ليس بقليل من الإسرائيليين. واعتبرت أنه شخصية مقبولة في المجتمع الفلسطيني وفي المجتمع الدولي على السواء باعتباره «ليس محسوباً على القيادة الفلسطينية التقليدية، ويداه نظيفتان من الفساد». وتوقعت أوساط أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى تحدثت إلى الصحيفة أن يسير الحمدالله في الطريق السياسية ذاتها التي انتهجها سلفه سلام فياض، وأن يلقى دعم العالم الغربي «تماماً مثل سلفه». وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عنوانها الرئيس إلى أن الرئيس الفلسطيني اختار «شخصاً يداه ليستا ملطختين بالدماء» لتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، مضيفةً أن مهمات جسيمة بانتظاره. في السياق ذاته، كتب المعلق السياسي لصحيفة «هآرتس» باراك دافيد أن «الحمدالله أصبح بين ليلة وضحاها إنساناً يشغل منصباً شائكاً وناكراً للجميل في الضفة الغربية»، معتبراً فرص نجاحه ضئيلة «إلى درجة أن البعض يساوي موافقته على تسلم المنصب بالانتحار السياسي، إذ ستلاحقه المتاعب ووجع الرأس من ساعات صباح هذا اليوم وسيكتشف عاجلاً أم آجلاً أنه وحيد في المعركة». وذكرت إذاعة الجيش أن «الحمدالله مقرب من عباس، ومن غير المفترض أن يطغى على حضوره. إنه أقرب إلى إداري وليس سياسياً له مقام قيادي، في حين أن فياض بعد ست سنوات في منصبه بات يبدو أكثر وأكثر بمثابة خصم لعباس». تهنئة بريطانية إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية البريطاني اتصالاً هاتفياً مع الحمدالله، هنأه فيه على تكليفه تشكيل الحكومة، وتمنى له النجاح والتوفيق في مهمته الجديدة، آملاً في استمرار التعاون بين بريطانيا ودولة فلسطين. كما أمل في أن تشهد فترته انفراجاً في العملية السلمية على طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، معرباً عن أمله في التعاون المشترك معه من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط. بدوره شكر رئيس الوزراء المكلف هيغ على اتصاله وتقديم التهنئة له بمنصبه الجديد، مؤكداً سعيه الدؤوب إلى العمل من أجل الحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه كاملة. ودعا بريطانيا إلى لعب دور مركزي من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والخلاص من الاحتلال وتمكينه من ممارسة حقوقه الشرعية بالاستقلال والحرية.