اعتبر وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد أن بلده يواجه «مخططاً أجنبياً لزعزعة استقراره وتقسيمه، وعزله عن محيطه العربي والإسلامي»، فيما رفضت الخرطوم اتهامات بقصف مناطق في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أوقع ضحايا من المدنيين. وقال حامد لدى لقائه قيادات منظمات إغاثية إسلامية أمس في الخرطوم إن «الغرب يسعى إلى إطالة أمد الحرب ومعاناة المواطنين». وأضاف أن «السودان لا يواجه تآمراً أجنبياً فحسب، بل يواجه مخططاً يجري تنفيذه لزعزعة استقراره وتقسيمه وعزله عن محيطه العربي والإسلامي». وأوضح أن «السودان انتقل من مرحلة الإغاثة العاجلة إلى الإنعاش المبكر والتنمية وتوفير الخدمات للعائدين إلى قراهم التي خربها التمرد في إقليم دارفور». واتهم رئيس مفوضية العون الإنساني الحكومية سليمان عبدالرحمن «الغرب» ب «تمرير أجندة غير إنسانية عبر منظمات توفّر الدعم اللوجستي (للمتمردين) وتسعى إلى إدانة السودان في مجال حقوق الإنسان». وعزت الحكومة السودانية انهيار جولة التفاوض السابقة مع متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى «مؤثرات خارجية مورست على المتمردين في منهج الحوار». واعتبرت أن المتمردين «جاؤوا بأهداف لا تتعلق بالتفاوض، بل للمناورة، واستراتيجيتهم لا تحمل هدف تسوية النزاع». وقال عضو وفد الحكومة إلى المحادثات مع المتمردين حسين حمدي إن الوفد «لمس إشارات تهديد» في جولة التفاوض الأخيرة من كبير مفاوضي وفد المتمردين ياسر عرمان. وأضاف أن «تهديدات» عرمان «جاءت في إطار أن التفاوض إذا لم يصل إلى سلام، فإن التمرد قادم مع تحالف متمردي الجبهة الثورية إلى الخرطوم... أستطيع أن أقول إن هناك مؤثرات خارجية جعلت وفد التمرد فاقداً للقرار والمرونة والإرادة». ورأى أن هجوم المتمردين على مدينة أبوكرشولا أخيراً «كان بغرض استرداد العامل النفسي للتمرد خصوصاً بعد توقيع اتفاقات التعاون مع جنوب السودان التي أحدثت ربكة نفسية لدى التمرد الذي فقد بموجبها السند». واعتبر أن «الهجوم هدف إلى إثارة الفتنة وإيقاظها بين مكونات مجتمع ولاية جنوب كردفان، وهي حماقة درج التمرد على القيام بها، ولن تضيف له شيئاً». وتبادل وفدا الحكومة والحركة في وقت سابق اتهامات بالمسؤولية عن انهيار المفاوضات وعدم إحرازها أي تقدم في تحديد أولويات التفاوض، إذ تصر الخرطوم على البدء بالملف الأمني ويتمسك وفد التمرد بأن تكون الأولوية للملف الإنساني. في سياق متصل، حظرت السلطات السودانية نشاط التنظيمات الطالبية الموالية للحركات المتمردة في مختلف الجامعات بعد تصعيد هذه الحركات لعملياتها العسكرية، «تأميناً للجبهة الداخلية وتقوية للصف الوطني»، وفق رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين محمد صلاح. من جهة أخرى (رويترز) قالت رئيسة تحرير صحيفة «الميدان» الناطقة بلسان الحزب الشيوعي المعارض مديحة عبدالله أمس إن الأجهزة الأمنية حظرت الصحيفة، في ثالث إجراء من نوعه خلال أسبوعين. وأشارت إلى أن الأجهزة حظرت النشر بإصدارها الأمر للشركات التي تطبع وتوزع الصحيفة بوقف التعامل معها. وتابعت أن «هذه نهاية الصحيفة المطبوعة»، مضيفة أنها ستقدم نسخة على الإنترنت وستقيم دعوى ضد الحكومة. وكانت «الميدان» واحدة من صحف قليلة مازالت تهاجم الرئيس عمر البشير.