أعلن وزير النفط العراقي عبدالكريم لعيبي، أن بلاده تعارض خفض سقف إنتاج «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك)، معتبراً أن من شأن ذلك إضعاف استهلاك النفط، وأن المرشح العراقي باقٍ من ضمن المنافسة على منصب الأمين العام للمنظمة. وقال الوزير للصحافيين في فيينا «عالمياً، أهداف أوبك الخاصة بإرساء استقرار السوق يتم تحقيقها في الوقت الراهن، ولا نريد إحداث صدمة في السوق تضر بالاقتصاد العالمي،» معبّراً بذلك عن معارضته لخفض إنتاج المنظمة الذي تدعو إليه خصوصاً إيران. واعتبر لعيبي أن «السوق النفطية مستقرة حالياً وهو ما ينعكس في أسعار النفط التي حافظت على مستويات استقرار جيدة في الأشهر الماضية» مشاطراً بذلك مواقف السعودية والإمارات والكويت التي اعتبرت في الأيام الماضية أن السوق في حال مرضية. وفي ما خص منصب الأمين العام ل «أوبك»، أكد لعيبي أن معايير الاختيار ستحدد في اجتماع اليوم، وكرر القول إن المرشح العراقي باقٍ في السباق وهو الوزير السابق ثامر غضبان. وقال إن «وزراء أوبك سيبحثون في معايير الاختيار لهذا المنصب وهذا بحد ذاته نجاح عبر وجود معايير محددة جيداً». وأوضح أن حقل «الزبير» سينتج 800 ألف برميل في اليوم لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 15 سنة، في حين أن التوقعات كانت تفوق مليون برميل يومياً. وأكد أن إنتاج العراق حالياً عند مستوى 3.125 مليون برميل يومياً. وبيّن أهمية الصين للنفط العراقي. وعن الجولة الخامسة من طرح العروض قال، «تأخرت الجولة الخامسة بعض الشيء لأننا أعطينا الأولوية لتطوير حقل الناصرية، فنحن الآن نعمل على الجولة الخامسة والأهم هو اختيار رقع غنية بالغاز وتغيير شروط التعاقد التي ستكون أفضل من سابقاتها». وعن الخلاف بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان حول دفع مستحقات الشركات قال «لا أرى مانعاً من دفع المستحقات، لكن بشرط أن تكون هذه الكلفة مدققة وديوان الرقابة المالية الاتحادي دقق في الكلفة وأصدر تقريراً منذ أسابيع فيه ملاحظات ويرسل للجهة المعنية وحتى الآن لم ترد حكومة الإقليم على ملاحظات ديوان الرقابة». ورداً على سؤال حول تصريحات مسؤولي الإقليم عن عزمهم تصدير النفط من تركيا قبل نهاية العام، أضاف «لدينا أنبوبان من الحدود العراقية إلى ميناء جيهان التركي ويربطنا بتركيا اتفاق لمدة 15 سنة فيه فقرة واضحة مهمة تقول إنه لا يحق لتركيا استخدام هذه الأنابيب من أي طرف آخر فهي حصراً لاستخدام العراق، والاتفاق قديم وجدّد في تموز (يوليو) 2010». ورداً على سؤال حول رأي الشركات العالمية بأن شروط الإقليم أفضل من شروط الحكومة العراقية في إبرام العقود قال «هذا تأكيد لما أقوله عن الابتزاز، بالنسبة لي لا أريد أن يصبح هذا الموضوع لابتزازنا وابتزاز الإقليم ونحن سنكون حريصين كي لا يحصل هذا الابتزاز». وسئل أين سيذهب إنتاج نفط إقليم كردستان فقال «ولا كردي واحد يجرؤ على القول إنه في إمكانه تصدير النفط وحده لأنه موضوع مثبت بشكل واضح في الدستور». اجتماع «أوبك» وتوقع خبراء أن تبقي «أوبك» على المستوى المستهدف للإنتاج البالغ 30 مليون برميل يومياً في الأشهر الستة الأخيرة من هذا العام. وأشار مندوب إحدى الدول الخليجية في تصريح إلى وكالة «رويترز» «سيكون اجتماعاً مباشراً يقود إلى تمديد العمل بسقف الإنتاج الراهن». أضاف «النفط الصخري لا يشكل تهديداً فورياً أو مبعث قلق للسعودية». ويشعر وزراء «أوبك» كذلك بالارتياح لسعر النفط فوق مئة دولار للبرميل وهو ما يقل كثيراً عن مستوى 125 دولاراً الذي دق نواقيس الخطر العام الماضي. ويرى منتجو الخليج أن «أوبك» ستظل قادرة على ضخ 30 مليون برميل يومياً على الأقل بشرط أن ينمو النفط الصخري الأميركي بمعدل معتدل. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي «لا أرى أن المنافسة في آسيا يمكن أن تؤدي إلى اضطراب في الأسعار». وأظهر مسح أجرته وكالة «رويترز» أن إنتاج «أوبك» من النفط تراجع في أيار (مايو) بسبب انخفاض صادرات العراق وتعثر الإنتاج في بعض الدول الأفريقية. وأظهر المسح أن متوسط إنتاج المنظمة بلغ 30.33 مليون برميل يومياً في أيار انخفاضاً من 30.46 مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل). وأظهر المسح أيضاً أن السعودية، التي تركت إمداداتها مستقرة في الآونة الأخيرة، بدأت تعزيز الإمدادات لتلبية احتياجات موسمية أكبر للنفط الخام في محطات الكهرباء المحلية. إلى ذلك، تراجعت أسعار النفط صوب 102 دولارين للبرميل وتوشك أن تسجّل تراجعاً للشهر الثالث على التوالي في ظل توقعات ضعيفة للطلب العالمي وإمدادات وفيرة في الولاياتالمتحدة. وتراجعت العقود الآجلة لخام «برنت» 23 سنتاً إلى 102.20 دولار للبرميل بعد هبوطها 1.80 دولار أول من أمس وتتجه لتسجيل خسارة شهرية تبلغ نحو سبعة في المئة. وتراجع الخام الأميركي 48 سنتاً إلى 92.65 دولار بعد أن أغلق أول من أمس منخفضاً 1.88 دولار.