أظهر مسح أن إنتاج «أوبك» من النفط ارتفع في نيسان (أبريل) من أدنى مستوياته الشهرية في أكثر من سنة، بفضل حلّ مشاكل تؤثر في التصدير في العراق وليبيا، وارتفاع الصادرات الإيرانية. وأشار المسح الذي أجرته وكالة «رويترز» وشمل بيانات ملاحية ومصادر في شركات نفطية، ومسؤولين في «أوبك» ومحللين، أن متوسط إنتاج المنظمة بلغ 30.46 مليون برميل يومياً في نيسان ارتفاعاً من 30.18 مليون في آذار (مارس). وأوضح أن الزيادة ترجع إلى قلة الأعطال وليس إلى سياسة لضخ مزيد من النفط. إلى ذلك، أظهرت بيانات حكومية أن صادرات النفط الخام الأميركية ارتفعت إلى مثليها تقريباً لتصل إلى نحو 124 ألف برميل يومياً في شباط (فبراير) وهو أعلى مستوياتها في 13 سنة، مع زيادة الشحنات من فائض الخام الصخري إلى كندا. وتعتبر الشحنات استثناء للقوانين الأميركية التي تحظر تصدير النفط الخام الأميركي. وتزايدت الصادرات ببطء في الأشهر الماضية مع استفادة المصافي على الساحل الشرقي لكندا من طفرة النفط الصخري حيث تنقل الشحنات بالقطارات أو الناقلات. وتشير بيانات «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية إلى أن كندا استوردت العام الماضي نحو 60 ألف برميل يومياً من الخام من الولاياتالمتحدة. على الجانب العراقي، أكد وزير النفط عبد الكريم لعيبي، أن صادرات بلده من النفط بلغت 2.6 مليون برميل يومياً في نيسان لتساهم في الحفاظ على إمدادات جيدة في السوق في حين تتراجع الشحنات من إيران نتيجة تشديد العقوبات الغربية. وقال: «توقف امدادات من الحقول الكردية تبلغ 250 ألف برميل يومياً أمر مؤسف، مضيفاً أن هدف تصدير 2.9 مليون برميل يومياً قابل للتحقيق في حال استئناف الإنتاح من المنطقة الشمالية،» وأكد أن المفاوضات مستمرة. ولفت لعيبي إلى أن إجمالي الإنتاج بلغ 3.1 مليون برميل يومياً في نيسان موضحاً أن بلده سيلتزم اهداف التصدير للعام الجاري و3.4 مليون برميل يومياً العام المقبل. وأفاد الوزير بأن «رويال داتش شل» ستستأنف الإنتاج من «حقل مجنون» مطلع الشهر الجاري، كما هو مقرر بمعدل مئة ألف برميل يومياً في البداية. وتوقع أن يصل إنتاج الحقل إلى 175 ألف برميل يومياً في وقت قريب. الأسعار من ناحية أخرى، تراجع سعر مزيج «برنت» مقترباً من 103 دولارات للبرميل متأثراً بمخاوف بشأن ضعف توقعات الطلب. وحدت من الخسائر آمال بأن يقدم مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي مزيداً من الحوافز لتنشيط الاقتصاد العالمي. ونزل سعر «برنت» 26 سنتاً إلى 103.55 دولار للبرميل بعد أن سجل 103.41 دولار في وقت سابق. ونزل الخام الأميركي سنتاً واحداً إلى 94.49 دولار للبرميل مقترباً من إنهاء الشهر على انخفاض بنسبة ثلاثة في المئة. وتراجع سعر النفط 5.9 في المئة في نيسان موشكاً على تسجيل أكبر انخفاض منذ ايار الماضي إذ أثرت بيانات اقتصادية ضعيفة في توقعات الطلب، اذ أظهرت بيانات ارتفاع البطالة في منطقة اليورو في آذار إلى 12.1 في المئة في حين تراجعت مبيعات التجزئة الألمانية للشهر الثاني على التوالي مخالفة توقعات بالارتفاع. وانكمش الاقتصاد الاسباني للربع السابع على التوالي ويتوقع أن يستمر الركود في العام المقبل. وأكد مصدر في صناعة النفط أن «أرامكو» السعودية حددت سعر عقد شحنات البروبان لأيار عند 735 دولاراً للطن بانخفاض 55 دولاراً عن مستواها في نيسان. وخفضت الشركة التي تديرها الدولة سعر البوتان 60 دولاراً إلى 775 دولاراً للطن. في سياق مختلف، تجاوزت أرباح «بي بي» البريطانية التوقعات بنحو بليون دولار في الربع الأول من العام، ويرجع ذلك إلى هامش الربح المرتفع من انتاج جديد بدءاً من أواخر العام الماضي، وأداء قوي من القطاع التجاري للشركة. وحققت الشركة أرباحاً صافية بلغت 4.215 بليون دولار في الربع الأول. وتواجه الشركة دعاوى قانونية ببلايين الدولارات بسبب تسرب نفطي في خليج المكسيك قبل ثلاث سنوات. وانخفض صافي الربح من 4.65 بليون دولار قبل سنة في ما يرجع أساساً إلى بيع أصول، لكنه تجاوز توقعات المحللين قرب 3.27 بليون دولار.