دعا الملك المغربي محمد السادس أمس، المشاركين في اجتماعات «البنك الأفريقي للتنمية» في مراكش، إلى تعزيز الاندماج الإقليمي داخل القارة السمراء، التي تشكل الرهان الاقتصادي العالمي بفعل توافر الموارد الطبيعية والبشرية الضخمة فيها. كما تزخر بالمقومات الضرورية التي تؤهلها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهي تثير اهتمام المستمرين من العالم. واعتبر الملك في رسالة إلى المؤتمر، أن أفريقيا «أصبحت قطباً بديلاً ذا جاذبية متميزة من حيث فرص الاستثمار والنمو الاقتصادي، ولأنها تملك مؤهلات مهمة وغنية برصيدها البشري وموارد طبيعية ضخمة، خصوصاً في مجال الهيدروكربونات والمعادن المتنوعة والمساحات الزراعية الشاسعة والخصبة، وموارد مائية، وباتت تحظى باهتمام متزايد، وتمثل بديلاً للشراكة والنمو الاقتصادي القاري». وأكد الملك ضرورة «انخراط أفريقيا في شكل دائم في التنمية المندمجة، والتحلي بالجرأة في مواجهة التحديات الكبرى التي تعرفها القارة». وقال «ومن هذا المنظور تشكل اجتماعات البنك الأفريقي للتنمية الإطار الأمثل لبلورة تصور مشترك وتبادله بين البلدان الأفريقية لتحقيق تنمية مستدامة، والتحول الهيكلي المنشود للاقتصادات الأفريقية». إلى ذلك، قرر وزراء المال والاقتصاد في دول اتحاد المغرب العربي الخمس، إطلاق العمل في مشروع «المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية»، والذي ستحتضن تونس مقره الرئيس قبل نهاية العام الحالي. وخرج بهذا الاتفاق الوزراء المغاربيون في اجتماع عقدوه على هامش الدورة ال48 للاجتماعات السنوية ل «البنك الأفريقي للتنمية» الذي تقرر عودة مقره إلى أبيدجان في ساحل العاج، ونقله من تونس على مراحل. وأعلن وزير المال والاقتصاد المغربي نزار بركة، أن الأزمات الاقتصادية العالمية وحتمية المنافسة الدولية، «تفرض على دول المنطقة مزيداً من التعاون والتنسيق وصولاً إلى الاندماج لرفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتنوعة التي تواجه المنطقة المغاربية». ويحتاج بدء العمل في المصرف المغاربي، إلى تجاوز بعض الترتيبات التقنية والإجرائية، منها تحديد مجالات عمله واستكمال تشكيل رأس المال، والحصول على الضوء الأخضر السياسي لتمويل المشاريع المشتركة والبنية التحتية والتجارة البينية. ويُقدر رأسمال المصرف في مرحلة مقبلة بحوالى 500 مليون دولار.