«أناقش في هذه المقالة تفاصيل القضية المفزعة التي أشغلت الرأي العام، قصة السبعيني الذي تزوج طفلة في الثانية عشرة من عمرها، وانتهت بانتحارها، وعندما أعادها جثة هامدة لعائلتها زوجه والدها أختها الأخرى»... بين سيل الاتصالات والزفرات، استطاع المقدم المشهور أن يجيّش المشاعر في موضوع تزويج القاصرات ولم ينس «شرشحة» المسؤولين على تقاعسهم عن سن قانون يحدد سن الزواج... خرج بطلاً يحمل غترته على كتفه، كما يحمل «سوبر مان» وشاحه الأحمر، واتجه لينفث تعب الحلقة برأس معسل ثم أنهى ليلته في حضن غانية لم تتجاوز السادسة عشرة. «لولا السفيهات ما وجدنا رجلاً يتجرأ أن يعدد، إنها مشتركة في خيانة امرأة مثلها، بل إنها الخيانة العظمى»، مقالة أخرى نارية تتصدر عناوين الأخبار، الكاتبة التي اشتهرت بدفاعها عن حواء، تسابقت القنوات تستضيفها للتعليق على ردود الأفعال التي تلت نشر المقالة، أنهت المقابلة الأخيرة على عجل لتلحق بطائرتها المتجهة لباريس لقضاء شهر العسل مع رجل الأعمال الثري، الذي تزوجته في السر، ومن دون علم زوجته الأولى. تعالت أصوات المصلين بالبكاء والنحيب في خطبة الجمعة، وصوت الإمام المهيب يزلزل الفضاء حولهم «ماذا أعددتم للقبر ووحشته؟ وللصراط وزلته؟ أشغلتكم الدنيا، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار».. بعد السلام وانفضاض الصفوف، جرى السائق الخاص يظلل الإمام بمظلة حتى وصلا السيارة الفاخرة، أسرع السائق بفتح الباب وهو يسأل: «يا فضيلة الشيخ أي من قصورك وزوجاتك ستزور اليوم؟». «والله لو ما تسكتين لأطردك من البيت مثلما طردت عريس الغفلة»... خرج من المنزل غاضباً تاركاً أخته الكبرى بين دموعها وانكسارها، بعد وفاة والدهم أصبح بقدرة القانون الوصي الولي الآمر الناهي في حياتها، وهي التي ربته... صب لعناته على كل شيء رآه في الشارع متسائلاً بغضب «كيف تتجرأ وتنسى أننا عيال شيوخ!»... وصل الاستراحة التي تجمع فيها أصدقاؤه، رمى شماغه على أول مسند، أخرج جواله من جيب الثوب وكتب في حسابه في «تويتر»: «لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك... فالحياة مليئة بالصدمات». ألقت بالمناديل على الأرض، لم تفتح سيفون المرحاض، تركت صنبور المياه مفتوحاً وخرجت وهي تشعر بالقرف، سألتها أختها التي كانت تنتظرها في الخارج: «الحمام نظيف؟»، ردت بغضب: «من متى وتلاقين حمام نظيف عندنا؟ شعب ما له حل». وضع كأسه بعد أن أفرغها في جوفه، سحب نفساً طويلاً من سيجارته بيد وبيده الأخرى نشر مقطع «يوتيوب» على صفحته في «فيسبوك» مع عبارة: «تحذير يوجد موسيقى في المقطع». «يا شيخ لي سنتين في المحاكم، تكفى أعتقني، أبغى أتطلق وأخاف ياخذ عيالي»، رفعت يدها في وجهه بملف متخم بالتقارير الطبية عن إصابات جسدها النحيل الذي أجتاحه ظلم الزوج، تعلق بعباءتها طفلان هربت منهما الحياة... «لا حول ولا قوة إلا بالله، حطي الملف عالطاولة»... مدت يدها بالملف وهي تحدث نفسها بقرب الفرج، ناولها ورقة صغيرة «أعتقك إذا تزوجتيني بعدها مسيار». «ما تعرفين إن اللي تنمص حواجبها ملعونة»، صرخت على الشابة الصغيرة وهي تحدجها بنظرة اشمئزاز، ردت الفتاة بهدوء «لكن يا أختي حديث النامصة موقوف على ابن مسعود ولم يُرفع إلى رسول الله البتة لذلك...»، قاطعتها بعصبية «وتفهمين أكثر من الشيخ فلان؟ هذا اللي بقى»... خرجت من مسجد السوق وهي تُتمتم «أستغفر الله، الله لا يبلانا»، جلست مع رفيقاتها على طاولة المطعم المجاور: «سمعتوا إيش صار مع فلانة اللي تطلقت بعد شهر من زواجها؟ أكيد ما طلقها إلا وهي عاملة عملة! الله لا يبلانا!». [email protected] @manal_alsharif