ودّع الأهلي منافسات الموسم الكروي الحالي خالي الوفاض من دون أية بطولة أو إنجاز تضاف إلى سجله الذهبي، ولم تشفع لعشاق وأنصار «القلعة» لغة الضخ المالي الهائلة والملايين الطائلة التي صرفها النادي على الصفقات المحلية والأجنبية، إضافة إلى تجديد عقود لاعبين تجاوزت حاجز ال100 مليون ريال، إذ تنازل الراقي عن بطولته المحببة كأس خادم الحرمين الشرفين للأندية الأبطال التي حققها خلال الموسمين الأخيرين، كما فقد فرصته في المشاركة بالنسخة الجديدة من دوري أبطال آسيا، وهو ما لم يعتده محبو الفريق في الأعوام الأخيرة، مكتفياً بتأهله إلى دور الربع نهائي من دوري أبطال آسيا في النسخة الحالية. ولازم الفشل الأهلاوي مسيرة الفريق منذ بداية الموسم الرياضي، إذ فشلت صفقة المحترف الأرجنتيني موراليس التي كلفت خزانة النادي ملايين الريالات، ليتم التعاقد مع البرازيلي برونو سيزار في فترة التسجيل الثانية بمبلغ خرافي ذكر أنه تجاوز ال50 مليون ريال، على رغم أنه لم ينسِ الأهلاويين محترفهم السابق مارسيلو كماتشو الذي رحل إلى الشباب ب12 مليون ريال، ولم تنجح صفقة المهاجم المحلي عيسى المحياني الذي ظل حبيساً لدكة البدلاء كما كان في الهلال، وفشلت أيضاً صفقة المهاجم بدر الخميس الذي كانت مشاركاته على استحياء غير مؤثرة في نتائج الفريق، ولم يكن الظهير حيدر العامر بأفضل حال من سابقيه، ليخسر النادي الملايين من صفقات لم يجن منها فائدة فنية مرجوة. ودفع الأهلي مبلغاً كبيراً جداً، لاستقطاب المدافع الدولي أسامة هوساوي، قارب ال40 مليون ريال، ما رسم أكثر من علامة استفهام في الوسط الرياضي، كون اللاعب يشارك في مركز قلب الدفاع، وكانت له بعض الهفوات الدفاعية، خصوصاً في مباراة الأهلي والرائد في دوري زين في مكةالمكرمة، عندما أودع الكرة في الشباك بالخطأ، محرزاً هدف التعادل للرائد الذي رسم طريق الانتصار لأبناء القصيم في ذلك المساء، كما فشل مع كامل الموسى في إيقاف رأسيات المهاجم مهند عسيري التي صعدت ب«شيخ الأندية» إلى نهائي الكأس، وأرسلت القلعة إلى غياهب الضياع. ثمة أمر آخر بدأ يتفشى في الأهلي، نتيجة البذخ المالي، وهو رغبة اللاعبين في الحصول على مقدمات عقود كبيرة، لا تقل عن هوساوي في لحظات التجديد، إذ رفض عبدالرحيم جيزاوي العرض الأهلاوي المقدر بأربعة ملايين ريال في الموسم الواحد، وطالب بثمانية ملايين ريال، ما قوبل بالرفض من إدارة النادي، وبالتالي بات اللاعب قاب قوسين أو أدنى من التوقيع للاتحاد، وربما سيواجه النادي الوضع نفسه مع تيسير الجاسم وبصاص والسوادي ومنصور الحربي وغيرهم من لاعبين يتحينون فرصة التجديد على أحرّ من الجمر في فترات مقبلة.