تتسابق التطورات الميدانية في سورية مع الجهود الديبلوماسية في خارجها، عشية استضافة باريس اليوم اجتماعاً لوزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وروسيا يتناول التحضيرات لمؤتمر «جنيف - 2» المتعلق بالبحث عن حل سياسي في سورية. وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال زيارة مفاجئة لبغداد أمس، ان بلاده ستشارك «من حيث المبدأ» في المؤتمر، فيما مدد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اجتماعاته في اسطنبول الى اليوم (الاثنين) على امل التوصل الى حل في شأن موضوع توسيعه وضم اعضاء جدد اليه والمشاركة في «جنيف - 2». وفي غضون تواصلت الاشتباكات في مدينة القصير، وأفاد مصدر قريب الى «حزب الله» بسيطرة القوات النظامية السورية مدعومة من مقاتلي الحزب على 80 في المئة من القصير بعد اسبوع من بدء عملية اقتحامها. وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري: «ابلغت رئيس الوزراء (نوري المالكي) قرارنا من حيث المبدأ المشاركة في المؤتمر الدولي» الذي رأى فيه «فرصة مؤاتية» للحل السياسي للازمة في سورية، مشدداً على ان «لا احد ولا قوة في الدنيا تستطيع ان تقرر نيابة عن الشعب السوري مستقبل سورية». واعتبر المعلم ان «الاتفاق الوحيد بين العراق وسورية... هو انه لا يمكن ان يكون العراق في محور اعداء سورية». في موزاة ذلك، شدد وزير الخارجية الفرنسي، عشية لقائه نظيريه الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في باريس اليوم للبحث في التحضير للمؤتمر الدولي بشأن سورية، على ضرورة «تسوية عدد من المسائل أولا» خصوصا جدول الاعمال والمشاركين. وكرر رفض فرنسا مشاركة ايران في المؤتمر. وبعدما لفت الى ان «النظام السوري قدم بعض الاسماء» لتمثيله في المؤتمر دعا «المعارضة المجتمعة في اسطنبول الى القيام بالامر ذاته». وعلمت «الحياة» ان «الائتلاف الوطني» مدد اجتماعاته في اسطنبول الى اليوم (الاثنين)، بعدما كان من المقرر ان يختتم اعماله السبت، بعد فشله في الاتفاق على توسيعه وانتخاب رئيس جديد والمشاركة في مؤتمر «جنيف - 2». وقالت مصادر المعارضة ل»الحياة» ان هناك اتفاقاً على توسيع «الائتلاف» مع استمرار الخلافات حول آلية حصول ذلك، ذلك ان رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين ميشال كيلو قدم قائمة ضمت 25 شخصاً لضمها الى 62 عضواً في الهيئة العامة ل «الائتلاف» واصر على ضم كل اعضاء القائمة، في حين اقترحت قيادة «الائتلاف» وضع الاسماء ال25 مع قائمة اخرى من 15 اسماً على ان يتم التصويت لاختيار 25 اسماً من المرشحين الاربعين في شكل فردي. كما برز امس عنصر اضافي، إذ أبدى قادة احزاب كردية الرغبة بالانضمام الى التكتل المعارض والمشاركة في «جنيف - 2». ميدانياً، افاد مصدر في «حزب الله» أمس ان القوات النظامية السورية مدعومة من مقاتلي «الحزب» سيطرت على 80 بالمئة من مدينة القصير الاستراتيجية في وسط سورية بعد اسبوع من بدء عملية اقتحامها، وباتت الطريق بينها وبين مدينة بعلبك في شرق لبنان «آمنة». وافاد مصدر عسكري سوري بان القوات النظامية «احكمت حصارها حول مطار الضبعة» الذي يشكل منفذا اساسيا للمقاتلين المعارضين المتحصنين في شمال القصير. وأضاف ان القوات النظامية «أحكمت سيطرتها بالكامل على المدخل الشرقي للحارة الشمالية والطريق الترابي الواصل بين مطار الضبعة ومدينة القصير لتقطع بذلك الامدادات التى كانت تصل الى الارهابيين من خلاله». الى ذلك، قتل 11 عنصراً في مجموعات مقاتلة معارضة في سورية في اشتباكات دارت ليل السبت الاحد مع مقاتلين من لجان الحماية الشعبية الكردية في حلب بشمال سورية.