قال جورج صبرا القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني السوري أمس السبت إنه يتعين على المعارضة السورية مساعدة المقاتلين في القصير. وندد صبرا بحصار المدينة قائلاً إن المدنيين في القصير في حاجة إلى المساعدة الفورية. وقال إن الائتلاف يدعو السوريين والسوريات من مؤيدي الثورة وكذلك الجيش السوري الحر إلى دعم المقاتلين في القصير والمنطقة المحيطة بدمشق. وذهب إلى حد وصف حصار القصير بأنه «إرهاب» وحمل المجتمع الدولي مسؤولية عدم التدخل. كما دعا مقاتلي «حزب الله» اللبناني الذين يساعدون النظام إلى الانسحاب. في غضون ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» أن التنافس الإقليمي على النفوذ يحول دون حصول تقدم في اجتماع المعارضة السورية المنعقد في اسطنبول، وفق ما يقول ناشطون ومعارضون، مشيرين إلى أن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لم يتمكن بعد بسبب الانقسامات، من التطرق إلى موضوع البحث الرئيسي وهو اتخاذ قرار حول المشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في حزيران (يونيو). ويقول مشاركون في الاجتماع الذي بدأ الخميس رافضين الكشف عن أسمائهم لوكالة «فرانس برس» إن المجتمعين لا يزالون يبحثون في مسألة توسيع الائتلاف الذي طلبته دول أجنبية، وإن هذا الطلب يثير انقساماً واسعاً بين أعضاء الائتلاف ويعرقل الانتقال إلى مواضيع أخرى مدرجة على جدول الأعمال. وقال أحد أعضاء الائتلاف إن دولاً خليجية تدفع في اتجاه ضم حوالى ثلاثين عضواً جديداً إلى الائتلاف بهدف تحجيم نفوذ جماعة «الإخوان المسلمين» فيه. وفي المقابل، هناك، وفق قوله، «تركيا وقطر اللتان تدعمان الائتلاف بتركيبته الحالية». ويحظى «الإخوان المسلمون» بنفوذ واسع في الائتلاف المؤلف من تكتلات معارضة عدة، أبرزها المجلس الوطني السوري. وتم التداول بحوالى مئتي اسم مقترح للانضمام إلى الائتلاف، لكن أبرزها لائحة من 25 اسماً معروضة من المعارض المسيحي البارز ميشيل كيلو ومعه نساء وعلمانيون وشخصيات تنتمي إلى الأقليات الكردية والعلوية والمسيحية. ويقول معارضون إن دولاً عربية وواشنطن تدعم بقوة انضمام كيلو إلى الائتلاف. وأقر عضو الائتلاف سمير نشار بوجوب توسيع الائتلاف ليصبح أكثر تمثيلاً وإدخال عدد أكبر من النساء إلى الهيئة التي حظيت باعتراف عدد كبير من الدول الغربية وجامعة الدول العربية. وقال: «هناك حاجة أكيدة لإشراك مزيد من النساء. اليوم، لا يضم الائتلاف إلا ثلاث نساء. وهذا لا يجوز». وقال عضو آخر رافضاً نشر اسمه «بالطبع، لا بد من التوسيع، لكن ليست هذه المشكلة الحقيقية، بل المشكلة في التصارع على النفوذ ومن خلاله على تحديد هوية الجهة التي ستشارك في مؤتمر جنيف - 2». ويفترض أن يبحث مؤتمر اسطنبول في موضوع المؤتمر الدولي المقترح من موسكو وواشنطن لإيجاد حل سياسي للنزاع والذي اصطلح على تسميته «جنيف - 2». وأعلنت روسيا الجمعة أن النظام السوري موافق «مبدئياً» على المشاركة في المؤتمر، في حين طالب متحدث باسم الائتلاف ب «بادرات حسن نية» قبل مطالبة المعارضة بقرار حول المشاركة، موضحاً أن من هذه البادرات «الانسحاب من بعض المدن» و «وقف استخدام صواريخ سكود» من جانب النظام. وترفض المعارضة أي حوار إذا لم ينته برحيل النظام وأركانه. وحتى السبت، وهو الموعد المقرر مبدئياً لانتهاء اجتماع اسطنبول، كان المعارضون لا يزالون عند نقطة الصفر في ما يتعلق بقرار توسيع الائتلاف، على رغم الساعات الطويلة من النقاشات واللقاءات الجانبية والعامة، وعلى رغم وجود ديبلوماسي غربي كثيف في الكواليس يضغط من أجل إقرار التوسيع. ومن المواضيع المدرجة على جدول أعمال المؤتمر أيضاً، انتخاب رئيس جديد للائتلاف خلفاً لأحمد معاذ الخطيب المستقيل والذي انتهت ولايته مع الهيئة الإدارية.