دعا المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني رئيس الوزراء حيدر العبادي الى الإنفتاح على الآخرين والاهتمام بالحفاظ على الوحدة بين مكونات الشعب العراقي، وذلك خلال لقائهما أمس في النجف، قبيل ساعات من توجه العبادي الى طهران، فيما اعتبرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ان زيارة العبادي تأتي «في إطار حشد الجهود لمواجهة التحديات التي يعيشها العراق فضلاً عن تأكيد الانفتاح على المحيط الاقليمي». وقال العبادي، خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه السيستاني إن «زيارتنا للسيد جاءت بعد استكمال الحقائب الوزارية»، مبيناً ان «المرجع بارك لنا تشكيل الحكومة واستكمالها»، وتابع العبادي، بعد اللقاء الذي يعد الأول من نوعه منذ أربع سنوات، «ان المرجعية الدينية متمثلة بالسيد السيستاني كانت متفقة معنا في عدم حاجة العراق الى قوات برية «، وزاد: «لن تكون هناك أي قوات برية في العراق»، كما جدّد تأكيده ان «بغداد آمنة مثل معظم المحافظاتالعراقية». وتحدث العبادي خلال المؤتمر عن «تقدم في العملية العسكرية في قضاء بيجي»، وأكد ان «السيد السيستاني بارك الانجازات في مقاتلة داعش»، ولفت الى ان «العراق يسعى إلى الإنفتاح على دول العالم، خصوصاً دول الجوار»، واضاف ان «السيستاني اكد ضرورة الاهتمام بالمتطوعين والحشد الشعبي، والانفتاح على الآخرين والوحدة بين مكونات الشعب العراقي»، مشيراً الى انه «شدد على ضرورة ملاحقة المفسدين وتقديم الخدمات»، واعتبر ان «بعض عمليات الارهاب هي فساد وتلكوء وسنتعامل مع التلكوء مثلما نتعامل مع الفساد». وقال صادق الركابي عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المقرب من العبادي: «ان العراق كما هو معلوم يواجه تحديات خطيرة متمثلة بداعش والارهاب ولا بد من حشد الجهود الوطنية أولاً، ومن العمل على حشد الجهد الدولي والاقليمي ثانياً لمواجهة هذا الخطر». واضاف ل «الحياة» ان «العراق لا يقتصر في التعاون مع التحالف الدولي في حربه على «داعش» وانما ينفتح على دول أخرى، وان كانت خارج التحالف كإيران والصين وروسيا، ومن جهة أخرى العراق حريص على تعزيز علاقاته الثنائية مع كل دول العالم وعلى وجه الخصوص دول الجوار لاستعادة موقعه الطبيعي على المستويين الاقليمي والدولي» ، واشار الى ان العبادي «خطا بهذا الاتجاه في نيويورك وربما ستكون له جولات اقليمية اخرى ابتدأت بطهران ولن تنتهي بها». وعن امكان ان يزور العبادي دولاً كالسعودية قال ان «لديه رغبة في تعزيز العلاقات مع كل الدول المجاورة وهو يستجيب الدعوات الموجهة إليه وفق جدول اعماله وما يعيشه العراق من ظروف صعبة»، وعن استبعاد طهران من التحالف الدولي، قال ان «استبعادها لا يعني ان العراق يجب ان يستبعد التعاون معها في هذا المجال لانه لا يريد ان يستغني عن أي جهد اقليمي».