اتفق رئيسا السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفاكير ميارديت، على فتح المعابر بين بلديهما وعدم دعم المتمردين وإيوائهم، إضافة إلى تشكيل ادارة موقتة لمنطقة أبيي التي يتنازعان عليها، فيما أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن نظيره الأميركي جون كيري طلب لقاءه وتعهد تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن. وناقش البشير وسلفاكير في محادثات استمرت نحو ساعتين على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا الاتهامات المتبادلة بين البلدين في شأن دعم المتمردين وتعطيل ضخ نفط الجنوب عبر السودان والأوضاع في منطقة ابيي، وأقرا استكمال فتح ثمانية معابر بين البلدين وإحالة الخلاف على معبري جودة وهجليج على اللجنة السياسية - الأمنية المشتركة التي ستجتمع قريباً، وتعهدا عقد مزيد من المحادثات لمعالجة ملف ابيي. وقال وزير الخارجية السودانية إن سلفاكير أكد أنه لن يسمح بدعم أي مجموعة متمردة سواء في جنوب كردفان أو النيل الازرق أو دارفور. وأشار إلى أن البشير طرح بقوة خلال اللقاء مسألة دعم المتمردين، وأن سلفاكير أكد أن جوبا لن تدعم أي مجموعات متمردة. وأضاف أن «البشير أوضح بالوثائق أن السودان ليس سبباً في تعطيل انسياب حركة المواطنين والتجارة وانسياب النفط بين أراضيه وأراضي جنوب السودان، إذ اتضح أن هناك أطرافاً على الحدود في جنوب السودان تعرقل عملية تدفق النفط». وعن النزاع على منطقة ابيي، قال كرتي إن الطرفين «اتفقا على أن أفضل وسيلة هي الإسراع بإنشاء الإدارات وتنفيذ الترتيبات التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق»، مبيناً أن «اللجنة الأمنية المشتركة بين البلدين ستجتمع قريباً في هذا الشأن. ورفض البشير اقتراحاً من سلفاكير بإجراء استفتاء على مصير ابيي في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل وفق الخطة الافريقية. واتفق الرئيسان على تشكيل لجنة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والسودان وجنوب السودان للتحقيق في مقتل زعيم قبيلة دينكا نقوك الأفريقية في ابيي مطلع الشهر. وأجرى كرتي محادثات أمس مع نظيره الأميركي على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا، ونقل عن كيري رغبة بلاده في تحسن العلاقات مع السودان. وقال كرتي للصحافيين عقب اللقاء إن هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها حكومة بلاده بصورة واضحة رغبة أميركا في تحسين العلاقات مع السودان. وقال: «أبدى كيري رغبة بلاده في مواصلة المساعي لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين». وأضاف: «ما سمعناه يمثل رغبة حقيقية عند حكومة أميركا باعتبار ما قاله وزير الخارجية الذي يمثل الإدارة الأميركية». وأوضح أن اللقاء كان بطلب من الوزير الأميركي الذي زار السودان بضع مرات قبل أن يتولى هذا المنصب وواكب التطورات وصولاً إلى الاستفتاء الذي أدى إلى انفصال جنوب السودان، كما كان من الساعين إلى تحسين العلاقات مع السودان إبان توليه رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي. وأعرب كرتي عن أمله في أن تشهد الأيام المقبلة «بداية لمفاوضات حقيقية لتجاوز الخلافات بين الخرطوم وواشنطن». وقال قائد عسكري سوداني إن الجيش ومتطوعي قوات الدفاع الشعبي حققوا انتصاراً على قوات تحالف متمردي «الجبهة الثورية» في معركة استمرت 4 ساعات في منطقة جبال العين على بعد 15 كيلومتراً من مدينة الرهد في شمال كردفان. وأوضح المنسق العام لقوات المتطوعين عثمان عباس في تصريح أن كتيبته تحركت للهجوم على قوة المتمردين التي كانت تضم 60 سيارة على متنها 600 عنصر مسلح. وأضاف أن قواته تمكنت من الاستيلاء على 12 سيارة بأفرادها ودمرت 35 سيارة أخرى، وواصلت مطاردة قوات «الجبهة الثورية» التي حاولت الفرار. وفي سياق متصل، نفى الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد معلومات عن هجوم شنّه متمردو «الجبهة الثورية «على مدينة بابنوسة القريبة من حقول النفط في ولاية جنوب كردفان، قائلاً إنها «إشاعات هدفها الكسب الإعلامي». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن سعد قوله: «لا يوجد أي هجوم للمتمردين على مدينة بابنوسة، وأي أنباء عن مهاجمة متمردين للمدينة ستظل إشاعة قصد بها من يعملون على ترويجها كسباً إعلامياً لا يؤثر في حقيقة الوضع المستقر والآمن هناك». وكانت قوات «الجبهة الثورية» قالت في بيان إنها ضربت أمس قوة من القوات المشتركة التشادية - السودانية «في معركة حاسمة» بين المجلد وبابنوسة ودمرت 13 سيارة واستولت على 20 أخرى. وذكرت أن هذه المعركة جاءت بعد ساعات من مواجهات مع القوات الحكومية ليل الجمعة في منطقة أم قرنا شاك. وعلقت السلطات صدور صحيفتي «المجهر السياسي» و «الانتباهة» ثلاثة أيام اعتباراً من أمس «لمخالفتهما قانون الصحافة والتوجيه الرئاسي بعدم الخوض في تفاصيل الشأن العسكري من دون الرجوع إلى الناطق باسم الجيش»، وفق الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات العبيد أحمد مروح. وقال ناشر «المجهر السياسي» الهندي عز الدين إنه تبلغ بقرار تعليق صحيفته من ضابط من جهاز الأمن والاستخبارات حضر إلى مقر الصحيفة من دون أن يوضح الأسباب. وأضاف: «باعتقادي أن السبب يعود إلى مقالات انتقدت أداء وزارة الدفاع» واتجاه حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم للتجديد لدورة أخرى للبشير وترشيحه لانتخابات الرئاسة المقررة في العام 2015. وكانت السلطات أوقفت الاسبوع الماضي الرقابة المسبقة التي كان يقوم بها جهاز الأمن على الصحف قبل ذهابها إلى المطبعة، لكنها حددت «خطوطاً حمراً» يحظر تجاوزها. وقال عز الدين ل «الحياة» إن جهاز الأمن عاود الاتصال بصحيفته لإبلاغها شفوياً بتمديد وقفها 15 يوماً، ووصف القرار بأنه «تعسفي وظالم ويشبه الدولة التي تدار بالأمزجة والهرجلة والمجموعات الصغيرة التي أوردت البلاد موارد الهلاك». وأضاف أن المنع «لن يحجب عن أبصار الشعب السوداني رؤية مشهد الفشل الجاثم الآن في الأداء التنفيذي للدولة». وتابع: «لست نادماً على كل حرف كتبته بصدق ومن دون أجندة ذاتية»، مطالباً ب «التغيير باعتباره واجباً وطنياً ومسؤولية دينية وأخلاقية».