«هيا لنبحث عن نيمو»، تقول هيفاء حمد، بينما تسحب يد شقيقها الأصغر فارس فيما يخرجان من محل «كوالتي للحيوانات الأليفة» في أبو ظبي، بعد أن خاب أملهما في العثور على نجم السينما «نيمو»، فالبائع هناك أخبرهما أن سمكة المهرج «نيمو» انتهت، وأن أمامها رحلة طويلة حتى تصل إلى الأسواق الإماراتية. بأسعار تراوح بين 20 و 35 دولاراً كانت سمكة المهرج البرتقالية، تباع في أسواق الأسماك والحيوانات الأليفة في أبو ظبي. وعلى رغم أن العناية بهذه السمكة أمر صعب، فإن الهوس الطفولي بها دفع بمبيعاتها إلى مستويات خيالية، وراحت تُختطف خطفاً من أحواض الأسماك في المحلات. في سوق الميناء الزاخر بأنواع من عجائب البحر وكائناته، يقول البائع ساهد أبو بكر: «لا أشاهد السينما، لكني تعرفت على النجم نيمو من الطلبات التي انهالت علينا من العائلات. وهي ارتفعت بنسبة 95 في المئة منذ عام 2003 حتى عام 2005، ثم تراجعت بشكل طفيف، وبقيت في ارتفاع وانخفاض بحسب الدمى التي تطرح في السوق وإعادة عرض فيلم البحث عن نيمو على الشاشات الصغيرة». وفي الشهرين الأخيرين عاودت موجة «نريد نيمو» الارتفاع بشكل هائل، إذ أعلنت استوديوات «ديزني - بيكسار» عزمها على عرض جزء ثانٍ من الفيلم بعنوان «البحث عن دوري»، بدءاً من 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وكان الخبر كفيلاً بعودة الصغار راكضين جموعاً غفيرة إلى محلات الأسماك بحثاً عن «نيمو» و«دوري» و«ميرلن». وتقول هيفاء بنت السنوات العشر: «أنا وفارس نريد نيمو، سأبحث عنه بنفسي في كل مكان، حين أعثر عليه سأجلب دوري وميرلن لتعيش الأسماك الثلاث معاً في حوض كبير في غرفتي». كل هذا الهوس جعل «نيمو» تساوي ملايين الدولارات كتجارة بعد الفيلم. والاسم العلمي لهذه السمكة هو «أنفيبيريون بيركولا»، ويسميها التجار كذلك «سمكة الغنيمة» لما درّته عليهم من أرباح. وهناك 30 نوعاً مختلفاً منها، وتعرف أيضاً بأسماك شقائق النعمان، لكن تلك البرتقالية هي المطلوبة، وتعيش في المياه الدافئة للمحيط الهادئ والهندي من الساحل الشرقي لأفريقيا حتى هاواي. يذكر أن فيلم «البحث عن نيمو» (2003) حطم الرقم القياسي لإيرادات دور العرض يوم خرج إلى شاشات السينما، وحقق أرباحاً إجمالية وصلت إلى 921 مليون دولار، وحاز جائزة الأوسكار لأفضل فيلم صور متحركة. وهو يروي قصة بحث والد السمكة الذكر «نيمو» عنه في المحيط خلال رحلة ملحمية مليئة بالمغامرات، خاضها الصغير من باب الثورة على حماية والده المفرطة له. ويلتقي خلال الرحلة السمكة «دوري» المصابة بفقدان الذاكرة الموقت، بينما «نيمو» واقع في الأسر في حوض زجاجي بصحبة مجموعة من الأسماك أبرزها «ميرلن». ومنذ عام 2003 لا يزال «نيمو» بطلاً محبباً للصغار، وحتى اللحظة يبحث الأطفال عن أشهر سمكة في العالم، بجنون.