دعا استشاري معتمد في تطوير الخرسانة الخضراء وعضو اللجنة الفنية الخليجية لمواصفات المباني الخضراء الدكتور محمد الحاج حسين إلى وقف استعمال الإسمنت المقاوم للكبريتات في بناء المباني الحكومية والخاصة واستبداله بإسمنت مضاد للكبريتات والكلور. وقدر في تصريحات ل»الشرق»، التكلفة العالية لتآكل الحديد وتدهور الخرسانة المسلحة في السعودية بنحو خمسين مليار ريال سنويا، بسبب مواصفات خاطئة قديمة ممنوعة دولياً ومسموح بها محلياً. وقال إن طبيعة الأرض في جدة والمنطقة الشرقية وثول وذهبان يصل فيها الكلور من ثلاثة أضعاف وحتى 26 ضعفا في بعض الأحياء في جدة، وفي أبحر تتجاوز أربعين ألف ضعف ما يستلزم استخدام الإسمنت المضاد للكلور وليس المضاد للكبريتات بسبب طبيعة الأرض السبخية الملحية التي يشكل الكلور فيها 15% والكبريتات 5%. واستشهد الحاج بما سبق أن أعلنه خبير الخرسانة الروسي نورشكوف ،عندما أكد أن أكبر خطر في السعودية هو استعمال الإسمنت المقاوم للكبريتات، وأن من أكبر الأخطاء في المواصفات الخليجية والسعودية السماح بدخول هذا النوع من الإسمنت للأسواق، مؤكدا أنه لم يحدث أي تغيير للمواصفات ومازال الإسمنت المقاوم للكبريتات هو الأصل، كما أن العزل الحراري المستخدم مازال مواد بترولية قابلة للحريق وتسبب دخان وغازات سامة . ونصح المهندسين والمقاولين بوقف استخدام هذا النوع من الإسمنت والمحذوف من المواصفات الأوروبية واستخدام خرسانة خضراء محلية فقط باستخدام البراكين المحلية وخبث الحديد المحلي بدلا من البوزلانا المستوردة التي تكلف من 3 – 10 أضعاف الإسمنت البوزلاني المحلي وتزيد خطوات الكربون نتيجة شحن البوزلانا المستوردة من مناطق بعيدة وتستهلك في شحنها من الخارج كثيرا من الوقود الأحفوري. وقال إنه طالب من خلال عمله السابق في أمانة جدة باستخدام البوزلانا المحلية في مشروعات الأمانة وغيرها من المشروعات الحكومية والخاصة، مشيرا إلى أن استخدام الإسمنت البورتلاندي يوفر للأجيال القادمة الكثير من الأموال، ويساهم في تقليل الاحتباس الحراري العالمي، ويحمي المباني من التشققات والتهدم بزيادة مقاومة الخرسانة البوزلانية للأحماض والأملاح وتفاعل ركام القلويات، إذ إنها مقاومة للجراثيم والبكتيريا والعفن والرطوبة وبالتالي زيادة ديمومة الخرسانة الخضراء وتطبيق هدف خادم الحرمين الشريفين وهو البيئة المستدامة. وطالب عضو اللجنة الفنية الخليجية لمواصفات المباني الخضراء، بمنع استخدام الحديد المغطى بالإيبوكسي في مشروعات أمانة جدة، وإيقاف الاستعمال المفرط لمادة المايكروسيلكا المستوردة وإيقاف استعمال الإسمنت المقاوم للكبريتات في المناطق الملحية ذات التركيز العالي لأملاح الكلورايد، مؤكداً أنه بدأ منذ شهرين الاهتمام من قبل أمين جدة الدكتور هاني أبوراس. ودعا إلى إعادة استخدام التقنية الرومانية القديمة التي تستخدم البراكين العربية وخبث مصانع الحديد العربية في بناء منشآت خرسانية خضراء صديقة للبيئة قليلة التكاليف مع توفير جو صحي منعش ومبانٍ ذات مقاومة عالية للأملاح والأحماض ومقاومة للبكتيريا والفطريات مع ديمومة عالية أسوة بالمباني الرومانية مع توفير كبير في استهلاك الطاقة في المباني الخضراء العربية بسبب ميزات البوزلانا في العزل الحراري، وتقليل انبعاث الكربون من المباني ومصانع الإسمنت بنسبة تتراوح بين 20 إلى 50%، وبالتالي نساهم في تطبيق بروتوكول كيوتو في تقليل ظاهرة الاحتباس الحراري.