أحكم المسلحون الحوثيون أمس قبضتهم على مدينة يريم التابعة لمحافظة إب (170 كلم جنوبصنعاء) وفجروا منازل خصومهم القبليين الموالين لحزب «الإصلاح» كما كثّفوا انتشارهم في مركز المحافظة خلافاً لبنود اتفاق الهدنة الذي نص على إخراج مسلحي الأطراف المتقاتلة وتسليم مهمات الأمن فيها الى الجيش. ومع معلومات عن تحركات واسعة لتنظيم «القاعدة» في مديريات المحافظة استعداداً لتقدم الحوثيين نحوها دعا الرئيس عبدربه منصور هادي خلال استقباله أمس في صنعاء رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة خالد بحاح إلى «الإسراع في اختيار الوزراء بالتشاور مع المكونات السياسية، من الشخصيات الكفوءة والنزيهة تنفيذاً لنصوص اتفاق «السلم والشراكة الوطنية». وأكد شهود ل «الحياة» «أن الحوثيين كثفوا انتشارهم في إب ما يشير إلى نيتهم التنصل من الاتفاق المبرم برعاية السلطة المحلية والقاضي بإخراج المسلحين من المدينة التي توقفت فيها الدراسة أمس وأعلنت جامعتها تعليق العمل لمدة أسبوع احتجاجاً على وجود المسلحين الحوثيين في حرمها، ما يرشح المدينة إلى جولة جديدة من المواجهات التي كانت خلفت الجمعة الماضي حوالى 20 قتيلاً. وواصل مسلحو الجماعة في مدينة يريم أعمالهم الانتقامية من خصومهم القبليين الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون). وأكدت مصادر أمنية وشهود أنهم فجروا عصر أمس مبنى من ثلاثة طوابق للزعيم القبلي والقيادي في «الإصلاح» علي مسعد بدير بعد يوم من تفجير منزله الشخصي وقتل شقيق بدير ونجله. وأضافت المصادر «أن مسلحي الجماعة نفذوا عمليات دهم وتفتيش في أنحاء المدينة لكن علي بدير تمكن وعائلته من الفرار إلى مسقط رأسه في مديرية القفر التابعة للمحافظة نفسها، في حين تواترت الأنباء أن الجماعة تعتزم الزحف صوب مديرية «الرضمة» التي تعد واحداً من أهم معاقل خصومهم القبليين. وأدت اشتباكات وقعت قبل يومين في يريم إلى قتل أكثر من 25 حوثياً كانوا في طريقهم لتعزيز مسلحي الجماعة في مدينة إب إضافة إلى عشرات الجرحى، في وقت تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في تعز والحديدة ومناطق أخرى جراء تمدد الحوثيين الشيعة الى مناطقهم ذات الغالبية السنية في ظل صمت مطبق لسلطات الدولة الأمنية والعسكرية. وأكد تنظيم «القاعدة» في بيان أمس تكبيده مسلحي الجماعة خسائر فادحة أثناء دخولهم الجمعة الى رداع ما أجبر الجماعة على التراجع إلى حدود المدينة الغربية في محاولة لتجنب هجمات التنظيم الانتحارية التي أوقعت في صفوفها عشرات القتلى والجرحى. وبث التنظيم تسجيلاً مصوراً على الإنترنت أظهر قيام عناصره بذبح أحد الأشخاص الذي وصف بأنه من جماعة الحوثي، متوعداً أتباع الجماعة بمصير مماثل. وعلمت «الحياة» أن التنظيم تمكن من خطف الشخص وهو قاض في محكمة مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء واللصيقة بمحافظة أبين من جهة الجنوب. ودعا الرئيس عبدربه منصور هادي أمس إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة أثناء استقباله في صنعاء رئيس الوزراء المكلف خالد محفوظ بحاح العائد لتوه من نيويورك حيث كان يشغل منصب المندوب الدائم لليمن في الأممالمتحدة. وأفادت المصادر الحكومية بأن هادي طلب من بحاح «الالتقاء بمسؤولي المكونات والأطراف السياسية لاستكمال تشكيل الحكومة الجديدة بناء على معايير النزاهة والكفاءة والخبرة» وأنه شدد على «ضرورة اختيار أفضل الكوادر بما يعزز الشراكة الوطنية نظراً إلى أهمية المرحلة التي يمر بها اليمن حالياً وبما يساهم في إحداث نقلة نوعية في الأداء الحكومي بعيداً من المماحكات السياسية والتجاذبات التي تؤثر سلباً في الأداء الحكومي». كما نقلت عن بحاح تأكيده «أهمية العمل المشترك من قبل الأطراف والمكونات كافة لإخراج الوطن من أزماته وتحقيق آمال وتطلعات جميع أبناء الشعب في العيش الكريم» والتزامه العمل مع الجميع «لإنجاز المهمات المحددة في اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» واستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل». وفي حين لم يتبق على المهلة المحددة للانتهاء من تشكيل الحكومة، طبقاً لاتفاق التسوية الأخير، سوى يوم واحد تبرز أمامها تحديات أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة في ظل التطورات الأخيرة التي أعقبت سقوط صنعاء في يد الحوثيين في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي واجتياحهم غالبية المحافظات الشمالية والغربية من دون مقاومة من الجيش والأمن.