شن تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل حملة اعتقالات واسعة طاولت ضباطاً سابقين كباراً، وذلك بعد ساعات على استعراض عسكري نظمه في أنحاء المدينة. ميدانياً، نجا قائد الشرطة في صلاح الدين اللواء الركن حمد النامس من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة، في وقت أكدت وزارة الدفاع أن الجيش يحاصر مداخل تكريت، وأعلن مجلس محافظة الأنبار رفع حظر التجول في الرمادي، بعد وصول تعزيزات الى المحافظة. وقال سعد البدران، أحد شيوخ عشائر الموصل ل «الحياة» إن «داعش نفذ عمليات اعتقال واسعة في المدينة بعد ساعات على تنظيمه استعراضاً عسكرياً كبيراً في غالبية انحائها». وأشار الى أن «الاعتقالات بدأت ليل السبت وتواصلت حتى ظهر اليوم (امس) وشملت العشرات من سكان الموصل وبينهم ضباط وجنود في الجيش والشرطة من اعلنوا توبتهم، اضافة الى ضباط في الجيش السابق بينهم أصحاب رتب رفيعة». ولفت البدران الى أن «حملة الاعتقالات جاءت بعد موجة اغتيالات تعرض لها التنظيم على يد مسلحين مجهولين، بينهم المدعو أنمار حنن الذي قتل قبل يومين، اضافة الى قتل ابو انس الكردي قبل اسبوعين». وزاد إن «عدداً من سكان المدينة ممن يعملون مع «داعش» اوقفوا التعاون مع التنظيم وهربوا الى خارج المدينة بعد تهديدات تلقوها بالقتل في حال مواصلة العمل مع «داعش» بينهم شباب يقدمون خدمات تقنية وإلكترونية للتنظيم». وأشار الى أن «المعقتلين اودعوا سجن الأحداث ومباني حكومية في منطقة الدواسة حيث مقار قيادة عمليات نينوى ومجلس المحافظة والتي اضطر التنظيم الى اخلائها بعدما اصبحت مستهدفة بالغارات الجوية لكنه اتخذ عدداً من هذه المباني سجوناً». وكان «داعش» نظم استعراضاً لعناصره السبت في الساحل الأيمن للموصل في احياء «الهرمات» و»التنك»، و»الرفاعي»، و»17 تموز»، و»النجار»، و»مشيريفة الأولى»، و»مشيريفة الثانية»، و»حاوي الكنيسة»، مع انتشار المئات من مقاتليه في المدينة. وأفادت مصادر في الموصل أن عدداً من قادة «داعش» كانوا في المدينة بالتزامن مع الاستعراض العسكري بينهم الناطق باسم التنظيم ابو محمد العدادني، وابو بكر الخاتوني (والي الموصل)، والقائد العسكري للتنظيم في قضاء تلعفر ابو العلاء العفري. الى ذلك، قال البدران إن سكان الموصل بدأوا تداول انباء عن قرب دخول قوات امنية لطرد «داعش» مع منشورات وجدت في عدد من الأحياء تدعو عناصر الشرطة المحلية الى تسجيل اسمائهم في مكاتب خاصة في كركوكوبغداد وإقليم كردستان للانخراط في قوة امنية تابعة للمدينة. ميدانياً، نجا قائد شرطة صلاح الدين اللواء حمد النامس من محاولة اغتيال بسيارتين مفخختين استهدفتا رتلاً عسكرياً، فيما يحاصر الجيش منافذ تكريت بعد ثلاثة أيام من عملية عسكرية في المدينة. وأفاد مصدر أمني في صلاح الدين بأن سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان انفجرتا امس مستهدفتين رتلاً للقوات الأمنية في عداده النامس وقائد عمليات صلاح الدين وقائد الفرقة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب في منطقة «الحجاج»، جنوب قضاء بيجي ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة وإصابة النامس بجروح طفيفة. وأضاف أن القوة العسكرية كانت متجهة إلى قضاء بيجي ضمن عملية تطهير مناطق شمال تكريت من سيطرة تنظيم «داعش». وأوضح بيان لوزارة الدفاع امس أن قوات الجيش نجحت في فرض حصار على تكريت «من اربعة جوانب (...) وأصبحت القوات على بعد 6 كلم من مركز مدينة بيجي التابعة لتكريت». وفي سامراء، جنوب تكريت، افاد مصدر امني بأن عناصر من «داعش» هاجموا نقاط تفتيش «الحشد الشعبي»، على الطريق الرابط بين سامراء وقضاء بلد. وفي الأنبار اعلنت قيادة العمليات في بيان امس أن القوات الأمنية، بمساندة عدد من العشائر صدت هجوماً لعناصر من «داعش» على ناحية «البغدادي»، غرب الرمادي، حيث قاعدة «عين الأسد»، وهي اكبر قواعد الجيش غرب البلاد. وأعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت امس رفع حظر التجول في الرمادي بعد نجاح القوات الأمنية في وقف تهديدات «داعش» على المدينة، ولفت الى وصول تعزيزات عسكرية إلى قضاء حديثة وناحية عامرية الفلوجة. في بغداد، افاد مصدر في وزارة الداخلية بأن عبوة ناسفة انفجرت ظهر امس بالقرب من محل لبيع الأثاث في منطقة العامرية غرب بغداد، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين.