علمت «الحياة» من مصادر سياسية رفيعة المستوى حصول خلافات بين الحكومة العراقية والولاياتالمتحدة حول اختيار عناصر قوات «الحرس الوطني»، إذ أن واشنطن ترغب في ضم الفصائل السنّية المسلحة إليها. من جهة أخرى، شنّ تنظيم «الدولة الاسلامية» هجوماً بسيارات مفخخة على بغداد وكربلاء. وقال مصدر سياسي مطلع على المفاوضات الجارية لتشكيل «الحرس الوطني» ل»الحياة» إن «الولاياتالمتحدة تسعى إلى جعل الفصائل المسلحة الأقوى في كل محافظة على رأس عناصر الحرس، مثل جيش الطريقة النقشبندية الذي له اليد الطولى في الموصل، وفي الانبار جماعة جيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين وفي صلاح الدين جماعة الجيش الاسلامي». وأضاف أن «الحكومة تحفظت عن ذلك واتصلت بعدد من المسؤولين المحليين في المدن السنّية لفتح باب التطوع أمام السكان استباقاً لأي تفاهم أميركي مع الفصائل المسلحة». وأعلن مجلس محافظة الانبار قبل أسبوعين تطوع 10 آلاف عنصر في «الحرس الوطني»، فيما فتح مجلس محافظة نينوى مكاتب خارج الموصل للتطوع في صفوف التشكيل المقاتل الجديد وغالبيتهم من عناصر الشرطة المحلية السابقين. وتخشى الحكومة سيطرة هذه الفصائل على مقاليد الامور في هذه المدن بعد طرد «داعش» منها، خصوصاً في الموصل، حيث تخشى سيطرة عناصر حزب البعث على المدينة. الى ذلك، أكد المصدر نفسه عدم نجاح الجهود التي قادها المبعوث الاميركي لقيادة التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الجنرال جون الين في اقناع قادة الفصائل السنّية بالتخلي عن الحياد والانضمام إلى قوات «الحرس الوطني». وزاد إن «جون ألين حصل على دعم شيوخ عشائر وسياسيين في الانبار وصلاح الدين لا يمثلون ثقلاً شعبياً كبيراً، كما إنهم متهمون بالتقارب مع الحكومة الاتحادية مثل قادة الصحوات، ويكرهون الفصائل المسلحة ويسعون إلى تحييدها». وفي قضاء بيجي جنوب تكريت، قال مصدر أمني إن عناصر من «داعش» شنّوا هجوماً على مصفاة النفط في القضاء، فردت القوات المكلفة حمايتها بالرد على الهجوم وتواصلت الاشتباكات ساعات واضطر المسلحون الى الانسحاب. وأكد مصدر أمني إن معاون قائد عمليات صلاح الدين اللواء الركن جمعة الجبوري أُصيب اثناء الإشتباكات في تكريت بعد يوم على اصابة قائد الشرطة بتفجير انتحاري. وفي الانبار، قال ضابط في قيادة العمليات ل «الحياة» إن القوات الأمنية «نجحت أمس في التقدم نحو مناطق وقعت تحت سيطرة «داعش» شمال غربي الرمادي». وأضاف إن «قوات من الفرقة الثامنة، وأخرى من الفرقة الذهبية، شنّت هجوماً شمال الرمادي انتهت بالسيطرة على جسر القاسم في حي التأميم والحوز وحي الضباط وشارع 60 المحاذية لمنطقة 5 كيلو التي تعتبر مركز انطلاق «داعش» ضد الرمادي». ولفت إلى أن «الفوج الرابع اللواء 23 التابع إلى الفرقة 17 في شمال غربي الرمادي تعرض لهجوم بسيارات مفخخة اعقبتها اشتباكات انتهت بخسائر بين الجنود وعناصر «داعش» ولكن التنظيم فشل في السيطرة على الفرقة المحاصرة منذ يومين». وفي بغداد أكدت حصيلة أولية للتفجير الانتحاري الذي استهدف حسينية الخيرات في منطقة السنك امس، وقوع 11 قتيلاً و26 جريحاً، بعد يوم على تفجير طاول مسجداً شيعياً في منطقة «بغداد الجديدة». واضاف المصدر ان «عبوة ناسفة انفجرت أمس قرب سوق شعبية في منطقة البياع، ما أسفر عن مقتل شخصين واصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة». وفي كربلاء جنوببغداد، ضربت خمسة تفجيرات مركز المحافظة ومداخلها وأدت إلى قتل وإصابة العشرات. وأوضحت مصادر أمنية «أن سيارتين مفخختين إنفجرتا ظهر امس في منطقة حي العباس، شمال المحافظة، أعقبها انفجار سيارة أخرى في سيطرة 54 شمال غرب المدينة».