أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس وجود «اتفاق في كل القضايا» مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي الذي أعلن «ترفيع مستوى اللجنة المشتركة بين البلدين إلى المستوى الرئاسي». وحرص السيسي على توديع نظيره السوداني في مطار القاهرة الدولي في اختتام زيارة للقاهرة استمرت يومين، بعدما عقدا جلسة محادثات ختامية في مقر إقامته في قصر القبة الرئاسي حضرها وزيرا خارجية مصر سامح شكري والسودان علي كرتي، واختتمت بتلاوة الرئيسين البيانين الختاميين للقمة. وأشار الرئيس المصري إلى أن المحادثات تناولت عرض عدد من التطورات الإقليمية، «لا سيما في ما يتعلق بتحقيق الاستقرار في ليبيا، ودعم الإرادة الحرة للشعب الليبي ومؤسساته الشرعية، وفي مقدمها الجيش الوطني الليبي»، مشدداً على «عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين والشعبين»، فيما أكد البشير «الاتفاق التام مع الرئيس المصري، وتوافق الرؤى بين الجانبين (المصري والسوداني) في المواضيع كافة، سواء على المستوى الثنائي أو على الصعيدين الإقليمي والدولي»، مشدداً على ضرورة «طرح المواضيع الخلافية جانباً والبدء في التعاون في شأن المواضيع محل الاتفاق، والتي يمكن استثمارها والبناء عليها لتجاوز أية عقبات وتذليلها». وأفيد بأن الاجتماعات بين الرئيسين المصري والسوداني ركزت على تعزيز العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، واستثمار افتتاح ميناء «قسطل -أشكيت» البري بين البلدين، والبحث في إمكان إنشاء منطقة للتجارة الحرة بينهما، كما تناولت سبل تدعيم العلاقات الثنائية، وتفعيل اتفاقات التعاون المبرمة بين البلدين. وأوضح السيسي الذي تلا البيان المصري أمام الصحافيين من داخل قصر القبة الرئاسي، أن زيارة الرئيس «تستهدف تحقيق طفرة نوعية في العلاقات الثنائية، لاسيما في شقيها الاقتصادي والثقافي»، مشيراً إلى اتفاق الطرفين على «ترفيع مستوى اللجنة المشتركة بين البلدين إلى المستوى الرئاسي، مع الإعداد الجيد لها بغية إنجاحها وتحقيقها لثمارها المرجوة». وأشار إلى أن المحادثات عرضت عدداً من التطورات الإقليمية، «لا سيما في ما يتعلق بتحقيق الاستقرار في ليبيا، ودعم الإرادة الحرة للشعب الليبي ومؤسساته الشرعية، وفي مقدمها الجيش الوطني الليبي». وقال إن «المحادثات كانت إيجابية للغاية، وهناك حرص من الجانبين على استمرار وتعزيز التشاور والتنسيق في شأن مختلف أوجه التعاون، سواء في المجال الثنائي أو على الصعيد الإقليمي». وبدا لافتاً انتقاد السيسي والبشير وسائل الإعلام، إذ أكد الأول أن الحفاظ على العلاقات بين الدول والارتقاء بها «يتطلب تضافراً للجهود، ليس فقط من قِبل المؤسسات الرسمية للدولة، وإنما أيضاً من مختلف دوائر التأثير، وفي مقدمها الأجهزة الإعلامية التي يتعين عليها أن تتحسب لعواقب ما تقوم بنشره ومدى تأثير ذلك على العلاقات بين الدول والشعوب». وتلقف البشير هذه التصريحات، مشدداً على «الدور الفاعل لمؤسسات الإعلام في تشكيل توجهات المجتمع في الوقت الراهن»، مؤكداً أن «متانة العلاقات بين البلدين لن تتأثر ببعض ما يتم تناقله أو نشره إعلامياً، وذلك بالنظر إلى الأساس المتين الذي تقوم عليه تلك العلاقات». وأكد الرئيس السوداني في بيانه «الاتفاق التام وتوافق الرؤى بين الجانبين المصري والسوداني في المواضيع كافة التي تم التباحث في شأنها، سواء على المستوى الثنائي أو على الصعيدين الإقليمي والدولي»، مشدداً على أهمية «طرح المواضيع الخلافية جانباً والبدء في التعاون في شأن المواضيع محل الاتفاق، والتي يمكن استثمارها والبناء عليها لتجاوز أية عقبات وتذليلها». ولفت إلى «الإرادة السياسية القوية المتوافرة لدى الجانبين للانطلاق بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب وأكثر طموحاً، وأن الروابط التي تجمع بين البلدين لا تتوافر لدى العديد من الدول، وهو الأمر الذي من شأنه تيسير وتعزيز التعاون في ما بينهما في مختلف مجالات العمل المشترك، وقد انعكس ذلك في الاتفاق على ترفيع مستوى اللجنة العليا المشتركة إلى المستوى الرئاسي». وعرض البشير عدداً من المشاريع التي يجري تنفيذها، خصوصاً في مجال الطرق والنقل، ومن بينها الطريق الساحلي الدولي وطريقا شرق وغرب النيل، فضلاً عن تطوير النقل النهري عبر النيل، مشيراً إلى ما ستسهم به تلك المشاريع من تنشيط لحركة نقل الأفراد والبضائع بين البلدين، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز التبادل التجاري بينهما. وشدد على اهتمام بلاده بتفعيل اتفاق الحريات الأربع، لافتاً إلى المزايا التي يكفلها لمواطني البلدين، لا سيما في ما يتعلق بالمساواة بين المواطنين المصريين والسودانيين كلٌ في بلد الآخر. وكان البشير اجتمع مساء أول من أمس في قصر القبة مع عدد من السياسيين المصريين، في مقدمهم رئيسا الوزراء السابقان كمال الجنزوري وعصام شرف والديبلوماسي المخضرم عمرو موسى ورئيس «المجلس القومي لحقوق الإنسان» محمد فايق ورئيس حزب «الوفد» السيد البدوي. واعتبر موسى في بيان أن اللقاء «تأكيد لعودة العلاقات المصرية - السودانية إلى أفضل ما كانت عليه»، مشيراً إلى أنه تطرق إلى «العلاقات المصرية - السودانية والوضع الراهن في منطقة القرن الأفريقي». ولفت إلى أن «العلاقات المصرية - السودانية علاقات عميقة ومتداخلة ومتشابكة وممتدة منذ آلاف السنين، والنقاشات تطرقت إلى الحديث عن سد النهضة والوضع الثلاثي الجديد الذي يقوم على أسس من التفاهم وتحقيق المصلحة المشتركة وليس الصدام والتوتر لتستفيد من ذلك الأطراف الثلاثة».