دان أمس، الرئيس اللبناني ميشال سليمان القصف الذي طاول منطقة عكار (شمال لبنان) وأوقع عدداً من الجرحى، مشدداً خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر بعبدا، على أهمية «عدم انجرار الأفرقاء اللبنانيين إلى القتال الدائر في سورية انسجاماً مع ما نص عليه إعلان بعبدا لجهة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، حرصاً على إبقاء الساحة الداخلية مستقرة سياسياً وأمنياً خصوصاً أن أمام اللبنانيين استحقاقات أساسية سياسية وديموقراطية واجتماعية تفرض أن تكون محط اهتمام مسؤولين وقيادات قبل أي أمر آخر». وكان سليمان ترأس في حضور ميقاتي اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة مسألة النازحين السوريين، واطلع من الوزراء المعنيين والمسؤولين الأمنيين، وفق البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، على واقع النازحين والتدابير المتخذة ضمن اختصاص كل من الوزارات والإدارات لإيوائهم وتقديم المساعدات لهم في المجالات المتاحة. واطلع من وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور على المعطيات والمعلومات التي تكونت لدى الوزارة عن أعداد النازحين ومناطق وجودهم تمهيداً لضبط هذا الوجود وتسهيل تقديم المساعدة اللازمة لهم. وفي السياق، أعلنت «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» أن رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قامت بزيارة تفقدية للنازحين السوريين في ضواحي بيروت في أول مهمة إنسانية تقوم بها كمناصرة بارزة للأطفال اللاجئين لمصلحة المفوضية. ورأت في تصريح «أن ضخامة المشاكل التي نشهدها لا يمكن حلها إلا من طريق الجهود الجماعية للمجتمع الدولي بأكمله، وحان الوقت حتى نظهر كعالم واحد وأن قلوبنا كبيرة بما فيه الكفاية للتخفيف عن كل طفل لاجئ». وقالت بعد تحدثها إلى عدد من النازحات «إن استعداد بعض اللاجئين لسلوك طرق في مناطق خطرة تحتوي على ألغام أرضية وتتعرض للقصف بالهاون للوصول إلى لبنان يظهر مدى تصميم هؤلاء اللاجئين على توفير حياة أفضل لأبنائهم». وسردت قصة لقائها بطفل وصل إلى لبنان «غير مصحوب بذويه» قائلة: «جاء من دون أدنى فكرة عما إذا كانت عائلته ماتت أو لا تزال على قيد الحياة، وهو أمر يجعل عملية التسجيل في غاية الأهمية، بمعنى أنها قد تساعد في نهاية المطاف في لمّ شمل الأطفال بآبائهم أو عائلاتهم». وتعليقاً على زيارة الشيخة جواهر النازحين في لبنان، أعربت ممثلة المفوضية في لبنان نينيت كيلي عن ثقتها بأن «صوتها الشفوق سيساعد في نقل القصص التي تحمل في طياتها الصعوبات التي يواجهها مئات الآلاف من اللاجئين وعزيمتهم إلى بلادها والعالم العربي». وأفادت المفوضية في بيان لها بأنها تتوقع «عبور مليون لاجئ إلى لبنان وحده بحلول نهاية العام الحالي، وحالياً تقدم المفوضية ومنظمات الأممالمتحدة الأخرى ومنظمات غير حكومية محلية ودولية المساعدة لما يزيد عن 470,000 لاجئ في لبنان.