منذ اندلاع الثورة السورية في 11 آذار عام 2011 وأزمة النازحين السوريين الى لبنان تتفاقم يوما بعد يوم، وقد شهد اليومان الأخيران نزوح أكثر من 3500 فلسطيني من مخيم اليرموك بالإضافة الى ما يقارب ال140 ألف نازح سوري. وأمس رعى سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري توقيع عقود كفالات من هيئة الإغاثة الإسلامية في المملكة العربية السعودية وجمعية التربية الإسلامية لتعليم 3 آلاف تلميذ من النازحين السوريين، بالإضافة لافتتاح مركز استقبال في بلدة المرج البقاعية. وحضرت الحفل في فندق "السفير"- الروشة المديرة الإقليمية للمفوضية العليا في الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين نينيت كيلي، وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور وزير التربية حسان دياب أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية احسان صالح طيّب ومدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية في لبنان عبدالكريم موسى، وممثل عن الحكومة هو العميد ابراهيم بشير. وحضرت عائلات سورية نزحت الى لبنان وتلامذة سوريون أنشدوا الأناشيد السورية الوطنية وشكروا المملكة عبر سفيرها في بيروت لما تقدمه لهم من عون داعين بدوام الصحة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأشار السفير عسيري في كلمة له أنه "منذ بداية أحداث سوريا سارعت هيئة الإغاثة الإسلامية الى تلبية النداء الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- ومدّت يد العون الى الأشقاء السوريين النازحين في لبنان بالتنسيق والتعاون مع الحكومة اللبنانية فقدمت لهم المواد الغذائية والرعاية الطبية في المستوصفات والمستشفيات اللبنانية وأسكنتهم في مراكز مجهّزة بكافة المتطلبات المعيشية وكفلت عددا كبيرا من أبنائهم الطلبة كي لا يبتعدوا عن مقاعد الدراسة، وهي لا تزال تبلسم جراحهم وتوسّع لهم البيوت وترسم على وجوه أطفالهم التبتسامات وتمسح الدّموع". ولفت السفير عسيري الى أن "مركز الاستقبال الذي سيتم افتتاحه في بلدة المرج البقاعية وما سمعنا من شروحات تفصيلية عنه سوف يقدّم خدمات أساسية للنازحين، وسيكون مقرّا مؤقتا لهم يستقبلهم فور وصولهم الى لبنان ليتسنى لهم الانتقال فيما بعد الى أماكن أفضل الى حين عودتهم الى ديارهم، وهذا المركز لن يكون الفصل الأخير في حملة المساعدات لأن هيئة الإغاثة الإسلامية تدرس إمكانية إنشاء مراكز مماثلة في مناطق أخرى عند الضرورة لتلبية احتياجات الأشقاء السوريين إضافة الى نشاطها اليومي في المجالات الصحية والغذائية والسكنية والتربوية وتفكيرها المستمر في كيفية توفير المساعدات الضرورية للمرحلة الآتية". وختم السفير عسيري بقوله: "لقد نذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله نفسه لخدمة الشعوب العربية وقضاياها، حتى قبل أن يعتلي عرش المملكة العربية السعودية، وهو يشعر بمسؤولية أخوية ودينية وأخلاقية تجاهها، وليس صدفة أن يكون دائما أول من يسارع الى اتخاذ المواقف السياسية والمبادرات الإنسانية التي تخفف من معاناة هذه الشعوب وما إصداره توجيهاته الكريمة بمساعدة الأشقاء السوريين في دول الجوار تركيا ولبنان والأردن سوى تأكيد على هذا النهج الإنساني الأخوي الذي يتبعه والذي تسير عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، والذي جعل الشعوب العربية والإسلامية تطلق عليها بحقّ لقب "مملكة الخير والإنسانية". وتحدث أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية إحسان صالح طيب معددا المساعدات التي قدمتها الهيئة في مجالات عدة سواء الحصص الغذائية أو العمليات الجراحية أو الأدوية والمعدات الطبية ومراكز الاستقبال في عرسال وإقليم الخروب وثمة مشروع لتقديم خدمات في مستشفى للطب النفسي يساعد النازحين على تخطي الفظائع التي خبروها.