تتجه أنظار الشارع الرياضي صوب إستاد مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بمكة المكرمة مساء اليوم، إذ يقام هناك اللقاء الكبير في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بين الأهلي والشباب. الفريقان هما الأكثر تحقيقاً للقب البطولة، فالشباب حقق النسختين الأولى والثانية على حساب نادي الاتحاد، فيما ظفر الأهلي بالنسختين الأخيرتين على حساب الاتحاد في المرة الأولى، والنصر في الموسم الماضي، وكان الأهلي تأهل إلى نصف نهائي البطولة في النسخة قبل السابقة على رغم خسارته مباراتي الذهاب والإياب أمام الشباب، بيد أنه احتج على عدم نظامية مشاركة لاعب الشباب آنذاك عبدالعزيز السعران، وكسب الاحتجاج وتأهل وسط سخط شبابي كبير، لذا ستكون لتلك المباراة اعتبارات كثيرة في موقعة الليلة. الأهلي يدخل المواجهة بطموحات الوصول إلى اللقب الثالث على التوالي، وتأكيد الصحوة الفنية التي سجل من خلالها نجاحات كبيرة في الآونة الأخيرة على المستويين المحلي والقاري، ولدى المدرب الصربي أليكس أسماء من الوزن الثقيل جداً في المراكز كافة، وإن كانت مناطق الوسط تعد الحلقة الأقوى بوجود البرازيلي الرائع برونو سيزار صاحب المهارة العالية إلى جانب إجادة التسديد من مسافات بعيدة، وتعوّل عليه الجماهير الشيء الكثير لقيادة دفة الفريق إلى تحقيق أصعب الانتصارات، كما أن معتز الموسى وتيسير الجاسم والكولومبي بالمينو لهم أدوار بالغة على الشقين الدفاعي والهجومي. منصور الحربي وعقيل بلغيث يتحركان بحرية تامة لمساندة الهجمة إلى جانب أدوارهما الدفاعية، ما يزيد من ضراوة الهجمة، ويمنح المهاجمين بدر الخميس والعماني عماد الحوسني مساحات أوسع بين دفاعات الخصم، كما أن المدرب الأهلاوي لديه العديد من الأوراق الرابحة على دكة الاحتياط بوجود مصطفى بصاص ووليد باخشوين وسلطان السوادي. وعلى الضفة الأخرى، يسعى فريق الشباب إلى استعادة اللقب الغائب، والثأر من الخروج المر من المسابقة في الموسم قبل الماضي على رغم فوزه على الأهلي ذهاباً وإياباً، والفريق يعيش ظروفاً فنية أكثر من رائعة منحته أحقية الفوز في ذهاب دور ال16 من البطولة الآسيوية خارج الديار على حساب الغرافة القطري بهدفين في مقابل هدف. المدرب البلجيكي برودوم يجيد قراءة خطوط الخصم باكراً، وإحداث التغييرات المناسبة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، مستفيداً من كوكبة النجوم التي تزيّن أجندة فريقه، فرباعي الوسط قادر على القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية كافة، إذ يتحرك البرازيلي الأنيق فرناندو في جنبات الملعب، ويساند الهجمة بكل جرأة، ويشارك في الشق الدفاعي بكل كفاءة، ما جعله العنصر الأبرز في مخططات المدرب، وإلى جواره مواطنه كماتشو صاحب اللمسة المتقنة التي تعرف طريق المرمى جيداً، فيما يتحرك أحمد عطيف وسعيد الدوسري بكل حيوية. الفريق الشبابي يملك قوة ضاربة في الشق الهجومي، في وجود الثنائي الخطر الأرجنتيني تيغالي وناصر الشمراني، وكلاهما يجيد الوصول إلى المرمى من أقصر الطرق، ويصعب على أعتى الدفاعات الحد من خطورتهما بالطرق المشروعة في المناسبات كافة، وتزداد قوة الهجمة الشبابية في حال تقدم ظهيري الجنب حسن معاذ وعبدالله الأسطا للمناطق الأمامية، فيما يحمل متوسطا الدفاع نايف القاضي والكوري كواك تاي على عاتقهما الذود عن مرمى الحارس وليد عبدالله. كلا الفريقين لديه عوامل الكسب، وتظل الكلمة الأخيرة لدى المهاجمين لاستثمار الفرص التي ستتاح أمام المرميين، ولا شك في أن التعادل سيكون بمثابة الانتصار في حسابات الشبابيين، كون مباراة الرد ستكون تحت أنظار جماهيرهم في الرياض مطلع الأسبوع المقبل.