يستهل فريقا الأهلي والنصر منافسات «بطولة الأندية الأبطال» على كأس خادم الحرمين الشريفين في نسختها السادسة، عندما يلتقيان في ذهاب ربع النهائي وهما من اختتم النسخة الماضية في المباراة النهائية، إذ كسب الأهلي الموقعة بأربعة أهداف في مقابل هدف. «لقب البطولة الأغلى» تناوب على تحقيقه الشباب والاتحاد والأهلي، إذ نجح الشباب في الظفر بالنسختين الأوليين، ثم حقق الاتحاد النسخة الثالثة، قبل أن يضع الأهلي يده على النسختين الأخيرتين، ويعد الاتحاد الأكثر وصولاً إلى النهائي بواقع أربع مرات، إذ فاز في واحدة على حساب الهلال وخسر أمام الشباب مرتين، وأمام الأهلي مرة واحدة. يدرك الأهلي والنصر صعوبة المواجهة، خصوصاً أنهما طرفا النهائي الماضي، لذا سيعمل المدربان على تجاوز المنعطف الصعب وكلاهما يمتلك مقومات الكسب كافة، كما أن خروجهما من مسابقتي «الدوري» و«ولي العهد» صفر اليدين يجعلهما أكثر حرصاً على تعويض جماهيرهما بتحقيق البطولة الأغلى، وتبدو الكفتان متكافئتين من حيث القوة وتكامل العناصر إلى أبعد الحدود. الأهلي صاحب الأرض والجمهور و«حامل لقب» النسختين الأخيرتين، سيعمل جاهداً لتسجيل بداية قوية نحو الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي، ومدربه الصربي أليكس الذي قاده لتحقيق البطولة في الموسم ما قبل الماضي يعلم جيداً أن فريقه مطالب بالفوز ولا شيء غيره إذ ما أراد مواصلة المشوار، لذا لن يلتفت لغير الشق الهجومي منذ البداية، مع رفع الحيطة والحذر خشية ولوج شباك فريقه هدف باكر، قد يكلفه كثيراً في حسابات أهداف مباراتي الذهاب والإياب، وتحت يده أجندة مزدحمة بالأسماء ذات الوزن الثقيل، إذ يمتلك خط وسط أكثر من رائع بقيادة البرازيلي برونو سيزار وتيسير الجاسم والشاب مصطفى بصاص والكولومبي خايرو بالمينو، ويجيد الرباعي أدواره الهجومية والدفاعية على أكمل وجه، حيث يندفع برونو سيزار ومصطفى بصاص خلف المهاجمين، فيما يتفرغ تيسير الجاسم وبالمينو للمساندة الدفاعية. الدفاعات الخضراء تعد الحلقة الأضعف على رغم وجود لاعبين بخبرة أسامة هوساوي وكامل الموسى في متوسط الدفاع، إذ تكررت الهفوات في المباريات الأخيرة ما تسبب في ولوج أهداف سهلة، ويظل منصور الحربي الأبرز على الطرف الأيسر، فهو أحد أهم أوراق المدرب على أرض الميدان في مثل هذه المواجهات، ولا تزال الجماهير الأهلاوية تنتظر عودة ثنائي المقدمة البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني إلى سابق عهدهما في هز شباك الخصوم. وعلى الطرف الآخر، يمنّي النصر النفس بالعودة بنتيجة إيجابية تسهل مهمته في مباراة الرد، والمدرب الأوروغوياني كارينيو الآخر تحت يده أسماء كبيرة قادرة على تحقيق ما يريد من قناعات فنية على أرض الميدان، ولا شك في أن وجود لاعب بقامة نور سيغير معطيات المباراة تماماً ويزيد من قوة الوسط الأصفر، والنصراويون كافة يراهنون على ورقة نور في موقعة الليلة. النصر يعيش أفضل أوضاعه الفنية منذ أعوام طويلة، ما يجعل مسيريه يحاولون جاهدين تتويج ذلك ببطولة تعيد للفريق جزء من هيبته المفقودة، وعلى رغم ما تعانيه الخطوط من بعض الغيابات جراء إصابة الزيلعي والمصري عبدربه، إلا الأجندة الصفراء زاخرة بالعناصر البديلة القادرة على القيام بالواجبات على أكمل وجه، ويكفي وجود محمد نور وإبراهيم غالب وعبدالغني وباستوس في منتصف الميدان، ويظل الأخير الأكثر خطورة وجرأة في المساندة الهجومية والوصول إلى مناطق الخصم، إذ يشكل في معظم الفترات مهاجماً ثالثاً إلى جانب محمد السهلاوي وحسن الراهب. دفاعات النصر ليست أفضل حالاً من نظيرتها في الأهلي، فالأخطاء تكررت في المباريات الأخيرة وباتت مصدر قلق لمحبي الفريق، إلا أن عودة الحارس عبدالله العنزي للمرمى الأصفر ستعطي اللاعبين ثقة كبيرة، خصوصاً أنه تألق في شكل لافت هذا الموسم وقاد الفريق إلى تحقيق أفضل النتائج.