قدمت الرئاسة الجزائرية مواعيد لقاءات للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع سفراء معتمدين في بلاده، ليظهر أمام كاميرات التلفزيون، في بادرة لنفي إشاعات كثيرة تم تداولها في شأن تدهور صحته وأخرى قالت بوفاته في سويسرا. وشكلت إشاعات عن «وفاة» الرئيس محور اهتمام الجزائر أمس، ما دفع الرئاسة إلى تقديم موعد لقاءات بروتوكولية مع سفراء معتمدين في الجزائر لتبث صور اللقاءات مساء أمس. وقبل ذلك، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني الأنباء عن وفاة بوتفليقة. وقال بلاني في تصريحات إن «الأمر يتعلق بإشاعات خبيثة لا تشرِّف أصحابها ولا تستحق الاهتمام، كونها مخزية ومشينة». وليست هذه المرة الأولى التي تنتشر فيها إشاعات عن الحال الصحية للرئيس بوتفليقة، إلا أن السلطات قررت هذه المرة الرد عليها وتكذيبها رسمياً. وانتشرت الإشاعة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تناقلت نبأ وفاة الرئيس نقلاً عن موقع «الين جوليس» الإلكتروني السويسري، الذي ذكر في تقرير ان الرئيس (75 عاماً) فارق الحياة في مصحة سويسرية، وان السلطات الجزائرية تتكتم الخبر لترتيب الأمور قبل الإعلان الرسمي. وكشف مسؤول رفيع ل «الحياة»، أن الرئاسة الجزائرية فتحت تحقيقاً للوصول إلى مصدر الإشاعات، التي قال إنها «متصلة بالتغيير الحكومي الذي أجراه الرئيس الأسبوع الماضي». ومعلوم أن بوتفليقة خضع لفترة علاج في خريف العام 2005 في مستشفى «فال دوغراس» العسكري في باريس. ومنذ ذلك التاريخ تتواتر بين آن وآخر أنباء عن تدهور صحته، في حين كان هو شخصياً نفى قبل سنوات لصحيفة فرنسية أن يكون يعاني أمراضاً، قائلاً: «كنت مريضاً والحمد لله شفيت فلا تعودوا إلى هذا الملف». وجرت العادة أن يعقب الإشاعات ظهور للرئيس على التلفزيون الحكومي. وقبل عامين، تعمد بوتفليقة الظهور أمام كاميرات التلفزيون الحكومي في لقاء مع لاعب كرة القدم الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان، رداً على إشاعات كثيرة. وفي العام 2007، زار الرئيسُ الداعيةَ الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي الذي كان يعالج في مستشفى في العاصمة الجزائرية، بعد تسرب إشاعة عن مرض بوتفليقة.