أظهر شريط فيديو بث الخميس مقاتلين من «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في سورية وهم يعدمون 11 رجلاً اتهموهم بالمشاركة في مذابح نفذتها قوات الرئيس بشار الأسد، فيما أعربت روسيا عن خشيتها من «العائدين من سورية». وظهر في شريط الفيديو أمس ملثم يطلق الرصاص على كل واحد من الرجال ال11 في مؤخرة الرأس وهم راكعون ومعصوبو الأعين بمحافظة دير الزور بشرق سورية. وقال منفذ الإعدام في التسجيل إن المحكمة الشرعية لمنطقة دير الزور قضت بإعدام هؤلاء الرجال الذين وصفهم بأنهم جنود مرتدون ارتكبوا مذابح في سورية. وأخذ مقاتلون يرفعون رايات سوداء في التكبير كلما تم إطلاق الرصاص على أحد. وعاد منفذ الإعدام ليطلق المزيد من الأعيرة النارية على بعضهم ليتأكد من وفاتهم. وهذا هو ثاني شريط فيديو خلال يومين يظهر عمليات إعدام من هذا النوع ينفذها مقاتلون يقولون إنهم ينتمون لجماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأظهر شريط فيديو بث الأربعاء على الإنترنت من محافظة الرقة بشمال سورية التي يسيطر عليها مقاتلون إسلاميون ثلاثة رجال معصوبي الأعين يجلسون على رصيف بميدان رئيسي قبل إطلاق الرصاص على رؤوسهم باستخدام مسدس. وقال رجل إن الإعدامات تجيء انتقاماً لسقوط قتلى في بلدة بانياس الساحلية منذ أسبوعين. وأظهرت صور وتسجيلات فيديو قيل إنها تصور مذبحة بانياس عشرات الجثث التي تم التمثيل بها وكثير منها لأطفال ملقاة في الشوارع. في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس أنه تم توثيق 145 قتيلاً في حصيلة نهائية لضحايا عمليات القصف والقتل والمعارك التي وقعت في بانياس قبل أسبوعين على أيدي القوات النظامية. وقال المرصد في بريد إلكتروني «ارتفع إلى 145 عدد المواطنين الذين تم توثيق استشهادهم خلال المجزرة الطائفية التي وقعت في مدينة بانياس، وذلك بعدما تبين مصير عشرات المفقودين الذين كانوا داخل منازلهم المحترقة أو تحت أنقاضها، وقد تم دفنهم بسرية تامة بوجود قوات الأمن». وذكر المرصد بالظروف التي قتل فيها هؤلاء، مشيراً إلى أنه «في صباح الثالث من الشهر الجاري، نفذت قوات الأمن السورية مدعومة بقوات الدفاع الوطني التي ينتمي عناصرها إلى الطائفة العلوية هجوماً على حي رأس النبع الواقع في جنوب مدينة بانياس ويقطنه مواطنون سنة، وذلك بعد قصف تعرض له هذا الحي الفقير». وأشار إلى أن العملية أسفرت عن «هدم واحتراق الكثير من المنازل»، وأن بين القتلى «من أعدم ميدانياً وقتل بالسلاح الأبيض». وكان 51 شخصاً قتلوا في اليوم السابق في قرية البيضا السنية المجاورة لبانياس في عملية مماثلة. وبين قتلى بانياس، بحسب المرصد، 34 طفلاً دون سن ال16 سنة ومنهم أطفال رضع، وأربعون أنثى فوق سن ال18 سنة بينهن من هن فوق الستين. ويؤكد المرصد أن هذه «المجزرة ارتكبتها الأجهزة الأمنية السورية والميليشيات المسلحة الموالية لها على أساس طائفي». ولقيت المجزرة في حينه تنديداً دولياً، بينما اعتبرتها المعارضة السورية عملية «تطهير عرقي» في المدينة الواقعة ضمن محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية. على صعيد آخر، استمرت العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية الخميس في مناطق مختلفة من سورية. وبلغت حصيلة ضحايا الأربعاء 112 قتيلاً، بحسب المرصد السوري. على صعيد آخر، قال رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي (أف أس بي) ألكسندر بورتنيكوف الأربعاء إن تقديرات روسيا تشير إلى أن نحو 200 من مواطنيها يقاتلون في صفوف المعارضة السورية ويخشى أن يشنوا هجمات بعد عودتهم إلى البلاد. وقال بورتنيكوف إنه ما أن تنتهي الحرب في سورية سيمثل المقاتلون الأجانب العائدون إلى بلادهم «بطبيعة الأمور خطراً على بلدانهم الأصلية». وكان يتحدث في اجتماع لأجهزة الأمن في الجمهوريات السوفياتية السابقة في بشكك عاصمة قرغيزستان. ومجموعات المسلحين الإسلاميين من بين أكثر وحدات المعارضة السورية المسلحة فعالية، وحذرت موسكو مؤيدي المعارضة الغربيين والعرب من وقوع سورية بعد انتهاء الصراع في أيدي مثل هذه الجماعات. وقال رئيس جهاز الأمن القرغيزي بشنباي يونسوف للصحافيين إن عدداً من مواطني قرغيزستان انضموا إلى مقاتلي المعارضة في سورية. وامتنع عن الخوض في تفاصيل.