كشفت أمانة محافظة جدة ممثلة في إدارة الطوارئ والمكافحة المنزلية عن إصابة 200 حالة بحمى الضنك في مدينة جدة خلال مطلع العام الحالي، مبيناً أن أمانة جدة تعكف على دراسات لمعرفة التغير في جين البعوض الناقل لحمى الضنك. وأوضح مدير إدارة الطوارئ والمكافحة المنزلية الدكتور سلطان القحطاني في تصريح إلى «الحياة» أن عدد الإصابات بحمى الضنك في مدينة جدة للعام الماضي بلغ 935 إصابة، في حين وصل إلى 2200 إصابة في عام 2011م، أما في عام 2010م فبلغ عدد الحالات 1300 إصابة، مبيناً أن هناك أربعة أنماط من فايروس حمى الضنك والنوع السائد في المملكة هو النمطان الأول والثاني، مفيداً أن الوضع الحالي في مدينة جدة يعتبر مستقراً خلال الفترة الأخيرة وليست هناك زيادة في عدد الإصابات. وبين الدكتور القحطاني أن وزارة الصحة تعمل على ربط حالة الإصابات بحمى الضنك للأعوام الماضية ومقارنتها بالإصابات الحالية، لإظهار النمط الفايروسي السائد لهذا العام، على اعتبار أنه نوع جديد ليست له مناعة، إذ إن النمطين الأول والثاني مكرران خلال الأعوام الماضية واكتسب جسم الإنسان مناعة منهما، موضحاً أن اختلاف النمط الفايروسي يعد أحد أسباب ارتفاع الإصابات بحمى الضنك، إضافة إلى التغير المناخي للمملكة. وأكد أن الناقل لحمى الضنك لم يُقض عليه نهائياً، معللاً ذلك إلى كونه من الأمراض المستوطنة في البلدان، ويتكاثر عبر أجياله من الحشرات، مضيفاً: «حمى الضنك من الأمراض المستوطنة في غالبية دول العالم، وعلم الهندسة الوراثية يؤدي إلى إحداث خلل جيني بعدم تكاثر البعوض، والاستيطان لا يعني أين يعيش الناقل أو يتكاثر، إذ إنه في جسم البعوضة الحاملة للمرض وينقله من شخص إلى آخر، وما نعمله هو الحد من انتشار المرض وتقليل الإصابات». وأفاد بأن المبيدات المستخدمة في عملية الرش لحمى الضنك تتجدد على مدار الستة أشهر، إذ إن مقاومة البعوض للمبيد تقوى في حال عدم تغييره، ويكتسب مناعة ينقلها للجيل الثاني من الناقل للحمى، موضحاً أن الأمانة تستخدم في مكافحة حشرات حمى الضنك مبيدات الصحة العامة غير المضرة لصحة الإنسان، إذ تستخدم في عملية رش المنازل مادة تسمى «البيروثرودية». وقال إنه تستخدم في عمليات الرش «منظمات النمو» وهي بكتيريا تعمل على إخلال في تطور ونمو اليرقة، لتحطيم الجهاز الهضمي وإيقاف نموها تماماً ووفاتها، منوهاً بأن المنظمات ليس منها ضرر، وتستخدمها الأمانة في المبيدات لمياه الشرب، ومياه الغسيل داخل المنازل. من جهته، أكد وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش في حديثه إلى «الحياة» على عدم وجود طريقة علمية للقضاء على حمى الضنك، موضحاً أن دور الوزارة في برنامج مكافحة حمى الضنك يتمثل في التشخيص، العلاج، التوعية، والتثقيف بأخطار البعوض الناقل لمرض حمى الضنك. وأضاف ميمش : «ليست هناك دولة في العالم قضت على مرض حمى الضنك نهائياً، وإجراءاتنا مع البلديات و الأمانات بمكافحته، والتقليل من أضراره، والحد من انتشاره».