حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس من التكهنات بشأن عشرات الألوف من اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود إلى تركيا، بعد هجومين في بلدة ريحاني الحدودية قتل فيهما عشرات الأشخاص وأثارا احتجاجات في أنحاء البلاد. وقال أردوغان متحدثاً إلى الصحافيين في العاصمة أنقرة إن الهجومين لا صلة لهما بالمعارضة السورية. وأضاف «هناك تكهنات واستفزازات بشأن اللاجئين إلا أن هذه الانفجارات لا صلة لها بالمعارضة السورية. هناك عصابة تحاول أن تلقي اللائمة على المعارضة السورية واللاجئين». وشدد أردوغان مجدداً على أن تركيا لن تستدرج إلى الحرب السورية لكنها لن تتردد في الرد عند الضرورة. وقال «سنتخذ الخطوات الضرورية في المستقبل لكننا لن نخدع. إلا أننا سننتقم عندما يكون ذلك ضرورياً ولسنا خائفين من ذلك. يتعين أن يدرك الجميع هذا». وجدد رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» بالإنابة جورج صبرة اتهام النظام السوري بالتفجير في الريحانية، وقال في مؤتمر صحافي في إسطنبول «سينال النظام ما اقترفت يداه في الريحانية على يد جنود الجيش السوري الحر، سينال القصاص العادل ولن تذهب دماء الأتراك والسوريين هدراً، تماماً مثلما لن تذهب دماء الضحايا السوريين داخل البلاد». وارتفعت حصيلة ضحايا الاعتداءين بالسيارة المفخخة في مدينة الريحانية التركية القريبة من الحدود مع سورية إلى 49 قتيلاً بعدما عثرت أجهزة الإسعاف التركية أمس على جثث ثلاث ضحايا جدد. وكانت الرافعات لا تزال تعمل امس لسحب الأنقاض من المكان في حين لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين. وكانت الحصيلة السابقة أشارت إلى مقتل 46 شخصاً وأكثر من مئة جريح بينهم نحو خمسين كانوا لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى. ونظم عشرات المحتجين في الريحانية تظاهرة امس احتجاجاً على التفجيرين وطالب بعضهم الحكومة التركية بالاستقالة. واتهمت السلطات التركية النظام السوري بأنه المسؤول عن هذه الهجمات الأكثر دموية على الأراضي التركية منذ بداية الأزمة السورية قبل سنتين. واعتقل تسعة أشخاص جميعهم من الجنسية التركية وأعضاء في مجموعة سرية تركية صغيرة من اليسار المتطرف التي تعتبر قريبة من أجهزة استخبارات الرئيس السوري بشار الأسد، وأودعوا قيد التوقيف الاحترازي الأحد في إطار التحقيق بعد هذا الهجوم. على صعيد آخر، أعلن الجيش التركي امس أن إحدى مقاتلاته من طراز «إف 16» تحطمت في مدينة العثمانية الجنوبية قرب الحدود مع سورية في حادث عرضي، وأن عمليات بحث وإنقاذ تجري للعثور على طاقهما. وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «ندين بشدة هذه الأعمال الإرهابية ونقدم تعازينا إلى الحكومة والشعب التركيين وإلى أقرباء ضحايا هذه الجريمة الوحشية»، مشيرة إلى أنه يتعين إجراء «تحقيق دقيق» حولها.