شهدت مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية، أمس هجمات متبادلة بين المقاتلين الاكراد وعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الذين يحاولون منذ اكثر من شهر السيطرة عليها، وسط تأكيد واشنطن عن مفاوضات سياسية وتنسيق عسكري مع ابرز الكيانات الكردية. وقال الجنرال الأميركي لويد أوستن إن مكافحة تنظيم «داعش» في العراق ما زالت له «الأولوية» بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة بينما الضربات في سورية تهدف في المقام الأول إلى عرقلة خطوط إمدادات العدو. وأوضح الجنرال أوستن الذي يشرف على حملة الضربات الجوية في العراق وسورية أن «العراق مازال أولويتنا ويجب أن يبقى» كذلك. وأفاد الكولونيل باتريك رايدر الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية بأنه لا علم له بأي طلعات جوية «في سورية أو غيرها» بعدما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عناصر «داعش» يتلقون تدريباً على قيادة ثلاث طائرات مقاتلة استولوا عليها. وعلى رغم خسارتهم مربعهم الامني في المدينة الحدودية مع تركيا التي تبلغ مساحتها بين ستة الى سبعة كلم مربع، يبدي المقاتلون الاكراد مقاومة شرسة تساعدهم على ذلك ضربات التحالف الدولي - العربي التي يجري تنسيقها بين القوات الكردية والاميركية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» في بيان ان تنظيم «الدولة الاسلامية نفذ هجوماً بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية قبل يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الأولى» أمس. وأضاف ان هذا الهجوم الذي تمكن الاكراد من صده «تزامن مع تنفيذ طائرات التحالف العربي الدولي ست ضربات (جوية) استهدفت تمركزات لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الاشتباك في القسم الشرقي من مدينة عين العرب». في المقابل، نفذ المقاتلون الاكراد «هجوماً على نقطة تمركز لتنظيم الدولة الاسلامية عند طريق حلب في جنوب غربي مدينة عين العرب حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها الى اشتباكات متقطعة». وذكر «المرصد» ان هذه «الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين على الاقل من الوحدات الكردية وما لا يقل عن ثمانية من تنظيم الدولة الاسلامية»، بعد يوم من مقتل خمسة من عناصر التنظيم وثلاثة مقاتلين اكراد في اشتباكات بين الجانبين. كما هاجمت «وحدات حماية الشعب» تجمعات لتنظيم «الدولة الاسلامية» في قرية مينازي جنوب غربي مدينة عين العرب، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الاذاعة في الريف الغربي للمدينة. وأعلن «المرصد السوري» ايضاً ان ضربات التحالف الدولي قتلت يوم أمس الخميس 13 عنصراً من تنظيم «الدولة الاسلامية» في مناطق مختلفة من عين العرب. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «هناك تنسيق بين القوات الكردية والاميركيين، إذ إن الأكراد يعطون الاميركيين احداثيات» خلال الاشتباكات. وقال انور مسلم رئيس المجلس التنفيذي في عين العرب في اتصال مع «فرانس برس» ان «التحالف دمر الكثير من آليات ومدفعية تنظيم الدولة الاسلامية، ما ادى الى ابطاء تقدم الجهاديين. نحن نشاهد جثثهم في شوارع كوباني وقواتنا تحصن مواقعها الدفاعية». وأضاف مسلم الموجود حالياً في كوباني ان عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» يتواجدون «خصوصاً في شرق وجنوبالمدينة وقاموا بنشر عرباتهم ومدفعيتهم ودباباتهم بين المنازل حتى لا تكون هدفاً لضربات التحالف». وذكر المسؤول المحلي ان «هناك مدنيين عالقين في وسط وجنوبالمدينة ونحن لا نقدر على إجلائهم بسبب اعمال القنص من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية وعمليات القصف التي يقوم بها مقاتلوه. وضعهم صعب». من جهته، اكد عبدالرحمن ان «مئات المدنيين من عائلات المقاتلين لا يزالون يرفضون المغادرة». الى ذلك، أعلنت الخارجية الاميركية ان مسؤولاً اميركياً التقى خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي اكراداً سوريين ينتمون الى «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم، الفرع السوري ل «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله اوجلان الذي يخوض تمرداً ضد سلطات انقرة. وقالت الناطقة باسم الخارجية جنيفر بساكي انه في اطار استراتيجية الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية، جرت «هذه الاتصالات المباشرة خارج المنطقة» بين مسؤول في الخارجية وممثلين ل «حزب الاتحاد الديموقراطي». وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه في وقت لاحق ان اللقاء «تم في باريس». يذكر ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قام بجولة خلال الايام الماضية مع وفد مرافق له شملت القاهرة الاحد والاثنين ثم باريس الاثنين والثلثاء قبل ان يتوجه الى فيينا. ول «حزب الاتحاد الديموقراطي» جناحه العسكري المعروف باسم «وحدات حماية الشعب الكردي» والذي يدافع راهناً بشراسة عن مدينة كوباني. لكن بساكي أعلنت الخميس ان واشنطن «لم تصل بعد» الى حد العمل على تسليح وتدريب ميليشيات كردية. وقالت عن اللقاء بين المسؤول في الخارجية الاميركية وممثلين للحزب الكردي السوري «لقد كان عبارة عن اجتماع خاطف».