ركزت مقاتلات التحالف الدولي - العربي غاراتها على عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية وقرب حدود تركيا مع تسريع عملية وصول 200 من عناصر «البيشمركة»، بعد تقدم عناصر «الدولة الاسلامية» (داعش) في المدينة، وسط معلومات عن سقوط 553 قتيلاً معظمهم من «داعش». واعلنت القيادة المركزية الأميركية إن القوات الأميركية ركزت ضرباتها الجوية مجدداً على منطقة قرب عين العرب في حملة لصد عناصر «داعش»، وإنها أصابت أيضاً منشآت نفطية يسيطر عليها التنظيم. وأضافت القيادة في بيان أن مقاتلات التحالف شنت 15 ضربة جوية على «داعش» في العراق وسورية، ذلك ان مقاتلة وقاذفة أميركيتين نفذتا أربع غارات قرب عين العرب ودمرتا مركز قيادة تابعاً للتنظيم ومواقع قتالية في منطقة كانت مستهدفة كثيراً هذا الشهر فضلاً عن غارتين على صهاريج نفط في دير الزور في شمال شرقي سورية. وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» أفاد بأن تنظيم «الدولة الاسلامية» تقدم امس في وسط وشمال مدينة عين العرب واستعاد السيطرة على قرى في ريفها الغربي بعد معارك مع المقاتلين الاكراد. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «تنظيم الدولة الاسلامية احرز بعد اشتباكات طويلة بدأت (أول) من أمس (الاربعاء) واستمرت حتى صباح اليوم (امس) تقدماً في شمال مدينة عين العرب وفي وسطها». واضاف ان التنظيم الذي يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة على المدينة الكردية الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب شمال سورية «تمكن ايضا من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد». وتابع ان عناصر التنظيم يخوضون في موازاة ذلك اشتباكات مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كيلومترات مربعة من أجل «التقدم من جهة الجنوب» فيها. وبحسب «المرصد»، فقد قتل في معارك امس في كوباني سبعة من عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» وثلاثة مقاتلين اكراد. واضاف «المرصد» انه قتل 553 شخصاً في سورية غالبيتهم الساحقة من المسلحين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي - العربي. وقال عبدالرحمن ان «553 شخصاً هم 464 عنصراً من تنظيم «الدولة الاسلامية» و57 عنصراً من تنظيم «جبهة النصرة» و32 مدنياً قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد اهداف في سورية منذ شهر». واضاف ان «الغالبية الساحقة من هؤلاء المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين». كما ذكر «المرصد» ان القتلى المدنيين وبينهم ستة اطفال وخمس نساء قتلوا في ضربات استهدفت خصوصا مناطق نفطية يسيطر عليها مسلحون متطرفون. وبدأ مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية» المتطرف هجوماً في اتجاه مدينة عين العرب في 16 ايلول (سبتمبر) الماضي، وتمكنوا في السادس من الشهر الجاري من دخولها، وهم يسيطرون حالياً على اكثر من خمسين في المئة منها. من جهته، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في لاتفيا امس في ريغا ان 200 من الاكراد العراقيين البيشمركة سيتوجهون الى مدينة عين العرب عبر تركيا للمشاركة في قتال «داعش». واضاف انه طبقاً لمعلومات وردت الاربعاء فان سلطات اقليم كردستان في شمال العراق و»حزب الاتحاد الديموقراطي» السوري «اتفقا أخيراً على توجه 200 من البيشمركة» الى كوباني. وقال يوسف محمد صادق رئيس البرلمان في كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي اثر اجتماع في اربيل ان البرلمان «قرر ارسال قوات الى كوباني للدفاع عنها». ويقاتل نحو الفي شخص من الاكراد تنظيم «داعش» في المدينة. ووافقت تركيا أخيراً على السماح بمرور رجال البيشمركة الى عين العرب، رغم خلافها مع الاكراد الذين يقاتلون في تركيا للحصول على الحكم الذاتي. واكد اردوغان ان بعض الاسلحة التي ألقتها الطائرات الاميركية لمساعدة المقاتلين الاكراد في البلدة الواقعة على الحدود بين سورية وتركيا وقعت في ايدي تنظيم «داعش» وحزب الاتحاد الديموقراطي الذي وصفه الخميس بأنه «منظمة ارهابية». وتعتبر انقرة «حزب الاتحاد الديموقراطي»، الذراع السورية ل «حزب العمال الكردستاني» الذي يقاتل من اجل الحصول على الحكم الذاتي في تركيا، منظمة إرهابية وهي في نزاع معه خلف 40 الف قتيل. وانتقد اردوغان واشنطن بشأن المساعدة الاميركية التي تلقاها الحزب، مؤكداً انه قال في اتصال هاتفي مع الرئيس باراك اوباما ان «اي مساعدة لحزب الاتحاد الديموقراطي ستكون مساعدة تقدم لمنظمة ارهابية». واشار اردوغان ايضاً الى الازمة الانسانية الحادة التي تعاني منها سورية ومشكلة اللاجئين الذين تؤويهم تركيا. وفر نحو 200 ألف كردي سوري الى تركيا من القتال في عين العرب. كما تستقبل تركيا اكثر من 1,5 مليون سوري آخرين فروا من الحرب الاهلية بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة. وقال اردوغان: «اين كان العالم عندما قتل 300 ألف شخص في سورية حتى الان؟». وتساءل: «لماذا هم حريصون على كوباني لهذه الدرجة وليس على سورية ككل؟ هذا هو السؤال الذي يجب طرحه». وقال المسؤول الكردي السوري انور مسلم من كوباني: «لا نعرف ما اذا كان مقاتلو البيشمركة سيصلون ومتى، ولكن لا بد من ان ينسقوا معنا لكي يتكلل قتالنا بالنجاح».