قرر رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أن يجول على الولاياتالجنوبية (على الحدود مع مالي) الاثنين المقبل، لدواعٍ لم تشرحها الحكومة، لكنها الجولة المفاجئة تأتي وسط تحذيرات أمنية مستجدة استدعت لقاء بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح. وعلمت «الحياة» أن سلال سيبدأ جولته من دائرة برج باجي مختار الحدودية الواقعة على بُعد 650 كلم جنوب عاصمة ولاية أدرار، وتتوخى الزيارة أولاً تفعيل مبادرة صلح بين قبيلتين كبيرتين من طوارق وعرب الصحراء، إحداهما تمثل الطوارق الأمازيغ والأخرى تمثل قبيلة البرابيش (عرب الصحراء). ويرافق سلال في جولته كل من وزير الداخلية الطيب بلعيز ووزير الشؤون الدينية محمد عيسى ويُحتمل أن يرافقه وزير الخارجية رمطان لعمامرة، للإطلاع ميدانياً على الملف الأمني في دائرة برج باجي مختار الحدودية (18 كلم عن مالي). وقال مصدر مأذون له في دائرة برج باجي مختار في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن «الزيارة سياسية بالدرجة الأولى على رغم ما يسوَق عن كونها تنموية بالأساس». كما سيلتقي سلال بأعيان المنطقة وبعض فعاليات المجتمع المدني والمنتخَبين المحليين والتحقيق في أسباب الاحتجاجات التي تشهدها دائرة برج باجي مختار أسبوعياً. من جهة أخرى، أفاد بيان أصدرته الرئاسة الجزائرية أن بوتفليقة بحث مساء أول من أمس، مع نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح التطورات الأمنية على الحدود مع مالي وليبيا. وتزامن اللقاء مع اعتداء استهدف قافلة للشرطة في ولاية برج بوعريريج (200 كلم جنوب شرقي العاصمة) وأدى إلى مقتل 3 شرطيين كانوا في دورية أمنية في منطقة ريفية. على صعيد آخر، أنهى رجال الشرطة المعتصمون قبالة قصر الرئاسة في العاصمة الجزائرية اعتصامهم بشكل نهائي، لكنهم ضربوا موعداً للتجمّع مجدداً مع نهاية الاجتماع الذي سيترأسه رئيس الحكومة غداً لبحث تحقيق المطالب ال12 التي وعد بتنفيذها، من أصل 19 تقدم بها المحتجون. وكادت الأمور أن تتطور نحو العنف أمام مبنى الرئاسة أول من أمس، بعد خروج قوات الحرس الجمهوري إلى خارج أسوار القصر بالزي العسكري الرسمي حاملين أسلحة دفاعية.