ركّز تقرير «حال انعدام الأمن الغذائي في العالم- 2014» الذي صاغته منظمة ال «فاو»، على بعض التجارب الرائدة في القضاء على الجوع. وبرزت بينها تجربة اليمن حيث وضعت الحكومة الانتقاليّة استراتيجيّة وطنيّة للأمن الغذائي تهدف إلى خفض انعدام الأمن الغذائي بنسبة الثلث مع حلول 2015، وخفض سوء التغذية لدى الأطفال بنقطة مئوية على الأقل سنوياً، مع أفق الوصول إلى ضمان الأمن الغذائي ل 90 في المئة من السكان بحلول 2020. هل تبدو تلك الأهداف قابلة للتحقيق حقاً؟ لعل من يقرأ أخبار اليمن يميل إلى إجابة سلبيّة تماماً. 138 مليون جائع عرض التقرير أيضاً تجربة الصين التي أوصلت الغذاء إلى حوالى 138 مليون شخص كانوا يعانون الجوع! وتشمل تجربة بوليفيا إدماج الشعوب الأصلية المهمّشة. واشتهر عن البرازيل أنها أطلقت برنامجاً قوميّاً للقضاء على الجوع، ساندته إرادة سياسيّة حازمة. وتعمد مدغشقر إلى إعادة بناء قدراتها لتنفيذ برنامج طموح في الزراعة والثروة الحيوانيّة ومصائد الأسماك. وتستند تجربة إندونيسيا إلى تعزيز دور المحليّات، مع إدراج الغذاء ضمن حقوق الإنسان. وتسعى مالاوي جاهدة إلى تطبيق استراتيجية فعّالة في التنمية. وتخطّط هاييتي للتعامل مع الكوارث الطبيعية، مع مساندة برنامج لإنعاش الزراعة، مدّته ثلاث سنوات، يركّز على تحسين فرص الحصول على الغذاء. ويذكر التقرير عينه أن أهم درس مستفاد من تجارب البلدان المختلفة، يتمثّل بأن الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية هي مشاكل معقدة تحتاج إلى إجراءات متنوّعة ومتكاملة. ويشير إلى أهمية التركيز على الغابات والإنتاج الزراعي والتنمية الريفيّة ومصائد الأسماك والحماية الاجتماعيّة. ويرى أن الأمر يتطلّب أيضاً الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، والتعاون إقليميّاً ودوليّاً في التعامل مع تحديات البيئة. ويلاحظ التقرير استمرار التحدي المتمثّل بوجود 805 ملايين شخص يعانون الجوع!