يختزل المذيع الإماراتي في تلفزيون «سما دبي» جمال مطر، تجربته الإعلامية طوال العقدين الماضيين في «خدمة أصحاب القضايا المهمشة»، حتى احتلّ اسمه موقعاً «مهماً» في قلوب مواطني الإمارات، لكنّه يصر على عدم تجاوز «الخط الأحمر الأخلاقي» في الطرح الذي لا يخرج عن مضمون القضية مثار الجدل. ويقول مطر ل «الحياة»: «إن الإعلام لا يكون حراً إلا إذا كان المتلقي كما المستمع حراً»، مشيراً إلى أن غالبية البرامج المطروحة «مجرد دردشات، لا تمنح المتلقي فرصة التساؤل». ويطرح جمال سؤالاً جدلياً: «كيف لنا أن نجذب المشاهد للمشاركة والاتصال بطريقة متفاعلة وحماسة غير مسبوقة، حتى يصبح تفاعل المتلقي معتمداً على انتظار إجابة تستغرق منه تفكيره وتأويله، ويحقق البرنامج العنصر الأهم في مكوناته، وهو الحيوية؟». ويؤكد أنه يؤمن ب«كثير من القناعات الإعلامية، منها كيفية البحث عن إعلامي وإعلام حريْن»، ويضيف: «أتصور أن للأمر علاقة وطيدة بالشفافية والوضوح والجرأة». وبالعودة إلى وراء قليلاً، يقول: «قدمت برنامجاً إذاعياً بعنوان «برنامج البث المباشر». ومن خلاله تفاعلنا مع بعض القضايا المطروحة في الساحة، حتى أصبح للبرنامج شعبية لدى العامة، ليحقق نجاحاً ساحقاً، لكوننا لم ننحز في طروحاتنا إلى المسؤولين». ويذكر أن مسؤولين «كانوا في وجل من سؤال محرج قد يطرحه البرنامج عليهم»، من دون أن يخفي أن «بعض الأسئلة خط أحمر، لصعوبة تقبل الناس للصراحة الشديدة، وغالباً ما يكون الخط الأحمر الذي لا نتجاوزه له علاقة بالجانب الأخلاقي». ويوضح أنه يسير بهذا المنهج في برنامجه الأخير «دعوة عامة» الذي «يسلط الضوء على قضايا اجتماعية بجرأة»، مضيفاً أن «الجرأة من صفات الإعلامي المميز، وهي تأتي من الصدق والإحساس بقضايا الناس، وليس الانحياز للمسؤولين ومجاملتهم». ويشير إلى أنه في إحدى الحلقات نوّه باستضافة أحد المسؤولين، في إشارة منه إلى «سخونة» الحلقة المقبلة، ما تسبب في عدم حضور الضيف. وعن تجاربه الأخرى، يقول: «شاركت في معرض الكتاب الدولي في أبوظبي بكتاب بعنوان «رب واحد يكفي»، الذي يحكي تجربة المتنبي كشاعر، فأنا إلى جانب عملي الإعلامي مؤلفٌ ومخرج مسرحي، أكتب وأنظمُ الشعر». وينتظر جمال عودته إلى الإعلام بعد إتمام روايته الجديدة، التي تتحدث عن أسطورة شعبية.