بصفتي كاتباً في صحيفة مرموقة يأتيني صحفي/صحفيّة أو إعلامي/إعلامية يمثلون إحدى القنوات الاتصالية يطلبون إجراء حوار حول قضيّة ما أو سؤال مطروح على مجموعة من الكُتّاب أو المثقفين أو المهتمين بشأنِ معين وأشعر حينها بالحرج إما بسبب عدم رغبتي بالظهور المُتكرر في وسائل الإعلام أو بسبب عدم وجود ما أُضيفه بحكم عدم التخصص أو عدم العلم بمجريات الأحداث أو ضعف الطرح وركاكة الأسئلة ومع هذا لا يقبلون تلك الأعذار ويعتقدون بأنك تترفع عن المشاركة وهنا لامناص من أمرين أحلاهما مُر إما الموافقة على المُشاركة رغم عدم قناعتك بالموضوع جُملة وتفصيلاً فتظهر للمتلقي ضعيفاً مهزوزاً أو بعدم الموافقة فتصبح في نظرهم مغروراً (شايف نفسه)..! حسناً لنفترض أنك وافقت على المشاركة وأعطيت الصحفي/الصحفيّة أو المذيع/المذيعة ما يُريدون ماذا عن حقوقك ؟؟ حقوق، أية حقوق ؟؟ أبسطها أن يلتزم المُحاوِر بالذي قلته حرفيّاً وأن لا يجتهد بصياغة ما يعتقد أنه الأصلح لوجهة نظرك، ثانياً أن يُحيطك بوقت النشر أو البث حتى يُمكنك التأكد من أن كلامك لم يحوّر أو يُصاغ بطريقة تشوّه صورتك أمام الملأ ولاسيّما وهناك اليوم من يتصيّد الأخطاء والزلات احتساباً وطلباً للأجر والثواب..! لم أجد على كثرة مُشاركاتي من يلتزم بتلك الحقوق، حيث تنتهي علاقة الإعلامي بك حال أن يُقفل جهاز التسجيل أو تُطفأ الإضاءة وعدسة الكاميرا و( علمي مواجهك) حسب تعبير أستاذنا القدير الكاتب عبدالعزيز الذكير. الأمر الآخر هو حين تطلب قناة تلفزيونية تجارية ..أُكرر تجارية، بمعنى أن تمويلها يأتي من اتصالات ورسائل المُشاهدين أو الإعلانات أو تبني شركات تجارية لبعض برامجها ذات الكثافة العالية من المشاهدين تطلب من الكاتب أو الإعلامي بان يكون ضيفاً في برنامج حواري مدته لا تقل عن ساعة بث ثم بعد ختام الحلقة بكل إرهاقها وإحراج المتصلين قد لا يجد الضيف حتى من يدلّه على بوابة الخروج ناهيك عن أجره كإعلامي محترف..! آخر ما حدث لي من طرائف مع إحدى الإذاعات أن اتصل بي مُعد ومقدّم أحد البرامج التي تُعنى بما يُنشر في الصحافة وألح على استضافتي ووافقت بناء على أدب المُتصل ولطافته، وبالفعل بعد نصف ساعة من الحوار الهاتفي أكّد لي إذاعتها في تاريخ مُعين وفوجئت بعد اللقاء بيومين اعتذاراً من المُذيع يقول فيه " بكل خجل أعتذر عن خلل فنّي أصاب مكينة التسجيل أثناء لقائنا مما يتعذر معه بث البرنامج ،نأمل أن نلتقيك في فرصة أُخرى " الغريب أنني قد سمعت جزءاً من الحوار بعد التسجيل وأثناء ثناء المذيع على ما قيل، أعتقد (والله أعلم) أن سخونة ما طُرح من إجابات كان السبب الحقيقي في إلغاء بث الحلقة لقد اخطأوا العنوان واستضافوا فيما يبدو لي من لا يوافق توجهاتهم..!