لم يأتِ نجاح برنامج «سعوديات غير» الذي انطلق قبل ثلاثة أسابيع بسبب تركيزه على قضايا المرأة السعودية وهمومها وما تواجهه يومياً من مشاكل وإشكالات، تتقاطع مع مشاغلها أحياناً، وتختلف عنها حيناً. كما لم يأت النجاح من الأسلوب الجديد الذي يهدف إلى إعادة صوغ المواضيع التي وجدت طريقها من قبل للمعالجة والنقاش. ولا بسبب المذيعة هبة جمال التي عبّرت عن إمكانات جيدة ولافتة، عززتها بإطلالة خفيفة الظل، وثقافة متنوعة... إنما بكل ذلك مجتمعاً، حتى أضحى أحد البرامج التي يمكن القول إن المشاهد أصبح ينتظرها على شاشة «الآن» التي لا تزال غير قادرة على الوقوف على رجليها وسط زحمة القنوات الفضائية. من هنا أهمية هذا البرنامج الذي يتميز بالجرأة والخوض في أكبر نسبة من التفاصيل التي تتعلق بالقضية المطروحة، والمساهمة في تقديمها بشكل جيد. البرنامج الذي يولي إنجازات المرأة السعودية والحياة الأسرية عناية كبيرة، يسعى إلى استيعاب الوضع المعيشي لهذه المرأة داخل المجتمع. وتقول عنه مقدمته هبة جمال أنه يختلف عن بقية البرامج التي تبدو متشابهة من حيث الشكل الا انها مختلفة عنه في المضمون. «فغالبية البرامج التي تعنى بقضايا المرأة في السعودية لم تتجاوز الطرح من زاوية واحدة، وهي تحرص على تكرارها في تجاهل صريح للحياد والموضوعية». وتضيف جمال: «ولأن هناك سوء فهم كبير حول المواضيع التي تتعلق بالمرأة في السعودية، على رغم حضورها القوي، وتغير بعض الشروط الاجتماعية والثقافية التي تحيط بها، جاءت فكرة برنامج «سعوديات غير» الذي نسعى من خلاله إلى تقديم جديد يرضي الفكرة ويشبعها. ففي كل حلقة من البرنامج نغطي موضوعاً فعالاً وحيوياً، سواء كان جدلياً أم لا، مع التركيزعلى النماذج والقصص الحقيقية ووجهات نظر النساء، إضافة إلى مداخلات من شخصيات مهمة في السعودية». وبينما ناقشت الحلقة الأولى من البرنامج الرياضة السعودية والأندية النسائية. قدمت الحلقة الثانية مقابلة مع الشاعرة مي كتبي، تميزت بطابع خاص كان مفاجئاً للمشاهدين، إذ طرحت مواضيع مختلفة حول قضايا من واقع المرأة السعودية وتحدياتها ونجاحاتها، وكيف استطاعت أن تحدد موقعها الأدبي والشعري. وفي الحلقة الثالثة تطرقت جمال الى دور سيدات الأعمال في المجتمع السعودي. وسلطت الضوء على المكانة التي احتلتها المرأة السعودية في مجال العمل التجاري بعدما ازداد عدد الشركات والمؤسسات النسائية بشكل ملحوظ. لكن هبة جمال تستغرب بعض ردود الفعل التي تلقتها حول طبيعة البرنامج، وتقول: «المحتجون استندوا إلى عدم فهم فكرة البرنامج التي تتمثل في المرأة السعودية وكيفية إثبات وجودها، ونقل الصورة الحقيقية عنها، خلافاً للصورة المعهودة والبعيدة من واقعها. وللأسف الشديد فإن بعض الوسائل الإعلامية لا تساهم في خدمة المرأة السعودية، بمقدار ما تساهم في إفشالها، لأنهم يركزون عليها ويطرحون قضاياها في إطار البحث عن التسويق والإعلانات التي يستقطبونها». وتقول إن نجاحها كمذيعة مرهون بما ستقدمه من إضاءات وكشف جديد حول المرأة في السعودية، «فهي تستحق أكثر بكثير مما نقدمه. ربما قد يستغرب بعضهم اهتمامي بالمرأة السعودية وأنا سورية الجنسية، وأقول لهم أن من الجميل أن يأتي التكريم من جنسية أخرى وعبر قناة غير سعودية، فهذا اهم وأفضل من التكريم المحلي».