يعدّ بهيز حسين من أبرز مقدمي برامج الحوار الكردية. فهو يطل يومياً عبر برنامج «حوارات ساخنة» على فضائية «شعب كردستان» الإخبارية التي شغل فيها سابقاً منصب رئيس تحرير الأخبار، مسلطاً الضوء في برنامجه على خبايا قضايا الساعة وخلفياتها بطريقة استقرائية جريئة تذهب بعيداً في سبر أغوار مواضيع الحوار الذي يديره باحتراف وثقة قل نظيرهما في الفضاء التلفزيوني الكردي. «الحياة» التقت حسين وسألته بداية عن نسبة الضيوف العرب الملحوظة في برنامجه، ومعايير الاختيار، وهل عليه ان يكون بالضرورة مسانداً للقضية الكردية ومتعاطفاً معها؟ يجيب: «أحد أهم المعايير ان يكون الضيف خبيراً في مجاله، وليس بالضرورة أن يكون متفقاً مع سياسة المحطة التي أعمل فيها او متعاطفاً مع القضية الكردية. فالمهم بالنسبة الينا ان نكون منبراً حرّاً». فما هي آلية اختيار الموضوعات وهل ثمة خطوط حمر هنا؟ يرد: «المواضيع تفرض نفسها. فالمواضيع المهمة لمواطني كردستان داخلياً وخارجياً تكون غالباً مدار بحث وحوار في البرنامج، وليس هناك اية خطوط حمر، ما عدا المواضيع الممنوعة قانونياً. وان كنت أعتبر دوماً المسؤولية الأخلاقية والمهنية خطاً أحمر، وأعتقد أن الحرية في الإعلام تنطوي على المسؤولية». ولكن، من الأهم: المقدم أم البرنامج؟ بمعنى أيهما يفرض طابعه على الآخر أكثر؟ يقول: «البرنامج هو تعريف وإطار لعمل مقدمه. ولكن على مقدم البرنامج ان يكون متفاعلاً ومبدعاً، وأن يهتم بالموضوع والمحتوى ويجعل من البرنامج حدثاً مهماً ومحطة مهمة يترقبها المشاهد بشغف». فإلى اي حد تمكن حسين كإعلامي كردي عراقي من الوصول الى المشاهد الكردي في الأجزاء الأخرى من كردستان؟ يقول: «هناك جمهور كبير يتابع البرنامج في الأجزاء الأربعة من كردستان وأوروبا. ولعل السبب في ذلك حساسية المواضيع التي أطرحها للمناقشة والتي تمس الأكراد في شكل كبير. وبإمكان المشاهدين أيضاً ان يشاركوا في البرنامج وذلك من طريق البريد الإلكتروني، وهم أبدوا تفاعلاً جيداً معه. أنا على علاقة طيبة مع عدد من السياسيين والمثقفين من مختلف أجزاء كردستان. ومن خلال البرنامج حدث تواصل مهم معهم ومع المشاهدين عموماً. فمثلاً في العام الماضي قامت إحدى الوكالات الإخبارية في تركيا باستطلاع للرأي وفي النتيجة كانت لقناتنا نسبة مشاهدة طيبة، ولكن بالتأكيد لدينا طموحات كبيرة، ونأمل بأن نحتل مكانة أوسع في كل ربوع كردستان». وعمن يجتذب حسين من مقدمي برامج الحوار السياسي في العالم العربي، يقول: «فيصل القاسم من قناة «الجزيرة» ومارسيل غانم من قناة «ال بي سي». وعن واقع الإعلام الكردي يقول: «تجربتنا جديدة مع الإعلام العصري، ولم يمضِ سوى 20 سنة على هذه التجربة. نعم، هناك مساعٍ جيدة من أجل التطوير، والآن هناك أكثر من 15 فضائية في كردستان إضافة الى معاهد وكليات خاصة بالإعلام». فما هي رسالة حسين للمتلقي العربي في العراق والعالم العربي؟ يرد: «انا متأكد من ان الثقافة المشتركة والهم المشترك يجمعاننا، وآمل بأن نوفق في تحقيق تفهم اكبر لقضايانا المشتركة، وبأن نتمكن من خلال اللغة العربية من الوصول الى الشارع العربي، ولكن لا بد من الإقرار بأن هناك تقصيراً إعلامياً كردياً في مخاطبة المشاهد العربي باللغة العربية».