تحول كبير تشهده برامج القناة السعودية الثالثة، القناة الرياضية، أو ما تعارف على تسميتها (الذهبية) سواء البرامج الأسبوعية أو اليومية، والتحول الكبير هو في درجة الصراحة والوضوح والجرأة في الطرح من أغلب إن لم يكن كافة البرامج وباختلاف وتنوع موادها، وإن كان الوضوح والاستشهاد يمكن أن يأتي من خلال البرامج التي لها طابع الحوار؛ مثل برنامج (مساء الرياضية) المثير، وبرنامج (الدليل القاطع) وفي مقدمتها البرنامج اليومي الشيق جدا ذو الطابع المتكامل والمتنوع (كل الرياضة).. كل الرياضة تحديدا أصبح يهتم كثيرا بالموضوعات التي تلامس (الهم اليومي) الرياضي الخاص بالأندية جميعها ويطرحها بوضوح وقوة وشفافية وتناول الآراء المختلفة، واستضافة المختصين والأسماء الإعلامية والشخصيات الرياضية التي تتفاعل مع القضايا المطروحة وتسبر أغوارها وتتفاعل مع الطرح القوي الصريح والجريء، وإذا كانت هذه السمات (الجرأة والوضوح والصراحة) ليست سمة كل الضيوف، إلا أنها أصبحت سمة البرنامج وبرامج القناة الأخرى؛ من خلال أسلوب ونوعية الطرح وجرأة الأسئلة والاهتمام بإدارة الحوار من قبل مقدمي ومعدي البرنامج، وهو ما لم يكن قائما من قبل بنفس القوة والمساحة والدرجة، ولا شك في أن التحول الحاصل طغى على السطح منذ أن تولى الأمير تركي بن سلطان وكيل وزارة الثقافة والإعلام الإشراف على القناة الرياضية، وأصبحت تحظى باهتمامه المباشر ودعمه المفتوح، وأعطى لها ذلك مساحة أكبر من حرية الطرح وجرأة أعلى في النقاش وقدرة أقوى في انتقاء الموضوعات وطرحها من غير تردد وأيضا الحرص على إشراك كل الأطراف التي لها علاقة بالمادة أو الموضوع المطروح بمبادرة من البرنامج ومعديه ومنحها المساحة الكافية للطرح أو الدفاع أو شرح وجهة نظرها، ولا شك أن ذلك يحسب لسمو الوكيل، والأكيد أنها تعليمات مباشرة منه في هذا التوجه والأخذ به للاستفادة من الأفكار والقدرات والخبرات الإعلامية المتراكمة التي تمتلكها القناة بقيادة المشرف العام الزميل عادل عصام الدين، وشخصيا لمست من الأمير تركي الاهتمام والحرص على الدقة والصراحة والجرأة والتشجيع عليها، حيث جاءني توجيه سموه مباشرة بالحث والتشجيع والتقديروالتحفيز بعد مشاركة في إحدى حلقات البرنامج، بشكل أثلج صدري وأخجل تواضعي وزيادة الثقة بالنفس. فكيف الحال بالنسبة للزملاء المسؤولين عن القناة والعاملين والمتعاونين معها رسميا؟ الأكيد عندي أنهم وجدوا الضوء الأخضر من أول يوم أشرف فيه سموه على القناة، وأصبحت الكرة في ملعبهم. شفرة أعط القوس باريها.