قطع فريق الأهلي شوطاً كبيراً نحو نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، بعدما كسب ضيفه النصر بثلاثة أهداف في مقابل هدف في ذهاب ربع النهائي. سجل للأهلي برونو سيزار وعماد الحوسني (هدفين)، وسجل هدف النصر الوحيد إبراهيم غالب، فيما أهدر محمد نور ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة. عمد فريق الأهلي إلى الهجوم منذ صافرة البداية، وشكل لاعبوه ضغطاً هجومياً كبيراً على دفاعات النصر، إذ تحصلوا على ركلة ركنية منذ الدقيقة الأولى وكأنهم يبثون رسائل إنذار للخط الخلفي للفريق «الأصفر»، ومع مرور الدقائق الخمس الأولى شهدت منطقة الجزاء النصراوية محاولات مكثفة وهجمات متكررة من أهل الدار، أثمر ذلك الحصار سريعاً حينما تعرض المهاجم العماني عماد الحوسني إلى إعاقة من المدافع عبدالله مادو، أعلن الأسمري مساعد حكم الساحة العمري عن ركلة جزاء، تقدم لها المحترف البرازيلي برونو سيزار ونفذها بنجاح على يسار عبدالله العنزي مسجلاً أول أهداف الأهلي (8). استشعر الضيوف خطر مستضيفهم ورغبته الجادة في بلوغ الشباك من دون تردد فجاءت المحاولات في أكثر من مناسبة، إلا أن اليقظة الدفاعية للاعبي أصحاب الأرض حالت دون نجاح العمليات «الصفراء»، على رغم الاستحواذ التام لوسط النصر على الكرة في الربع الثاني من عمر الشوط الأول، إذ كانت تحركات محوري الارتكاز إبراهيم غالب وأيمن فتيني كفيلة في تراجع الفريق «الأخضر» لمناطقه الخلفية ومحاولته الحفاظ على هدفه الوحيد في المباراة. لكن تيسير الجاسم كان الأكثر نجاعة وسط الميدان وهو يمرر الكرات بطريقته الخاصة، عندما أرسل كرة بينية لعماد الحوسني أعتقد لاعبو النصر أن الأخير في موقف تسلل، إلا أن التمريرة المتقنة وضعت المهاجم العماني وحيداً أمام عبدالله العنزي وضعها بكل ذكاء في أقصى الزاوية اليسر لتعانق الشباك هدفاً ثانياً للأهلي (27). عادت الأمور لتتكرر مجدداً وكأن السيناريو الذي حدث بعد الهدف الأول للفريق المستضيف يعود مجدداً، إذ ظهرت المساعي النصراوية بحثاً عن هدف تقليص الفارق، وسط صحوة دفاعية منعت كل المحاولات «الصفراء»، ومع اقتراب الشوط من نهايته يعود رجل التمريرات الأول في الأهلي تيسير الجاسم للبحث عن زميل آخر لإتمام «عملية هدف» فوجد أنسب الحلول وأكثرها فاعلية في خط الهجوم الحوسني على يمينه فسلم له الكرة ليصوبها بكل براعة في سقف المرمى هدفاً ثالثاً لأصحاب الأرض موسعاً الفارق قبل الدخول لغرف تبديل الملابس (47). باح الشوط الثاني عن سر إثارته مع دقيقته الأولى، إذ تقدم مدافع النصر حسين عبدالغني إلى الأمام، وأرسل كرة عرضية وجدت المهاجم محمد السهلاوي، حوّلها بلا تركيز نحو الشباك أبعدها المسيليم عن شباكه بلا صعوبة إلى ركلة زاوية، وقف على تنفيذها عبدالغني مرسلاً عرضية متقنة للبحريني محمد حسين الذي صوب الكرة برأسه مرت إلى جانب العارضة مشكلاً خطورة عالية على الشباك «الخضراء» (46). لم تتوقف المحاولات النصراوية تفتيشاً عن تقليص فارق الأهداف، وفي ظل تألق الدفاعات الأهلاوية، بحث الضيوف عن التسجيل عبر طريق آخر وهو التصويب من على بعد، وهو ما أثمر عن هدف أول عندما تناقل لاعبوه الكرة لتصل إلى حسن الراهب الذي كان يقف في منطقة الجزاء ليعيدها إلى الخلف تحديداً إلى إبراهيم غالب الذي أرسل قذيفة سكنت شباك المسيليم كهدف أول للنصر (59). كاد النصر أن يسجل هدفه الثاني وسط محاولته المتواصلة، إذ تحصل حسين عبدالغني على ضربة حرة في منتصف الملعب، مهّدها له محمد نور وصوبها بكل قوته مرت إلى جانب القائم (69).