حافظ فريق الأهلي الأول لكرة القدم على لقبه بطلاً لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال للموسم الثاني على التوالي متساوياً مع فريق الشباب الذي كسب النسختين الأولى والثانية من المسابقة قبل أن يحقق الاتحاد الثالثة ويخطف الأهلي النسختين الأخيرتين. الفوز الأهلاوي دفع ثمنه النصر غالياً بمواصلة ابتعاده عن ملامسة الذهب منذ موسم 2007-2008 عندما حقق الفريق كأس الأمير فيصل بن فهد. ونجح الأهلي في التغلب على فريق النصر في شوطي المباراة الأصليين بأربعة أهداف في مقابل هدف، واكتفى الأهلي بهدف في الشوط الأول وأضاف ثلاثة في الشوط الثاني. وتسلم لاعبو ومنسوبو الأهلي الكأس والميداليات الذهبية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رعى المباراة النهائية. بدأ اللقاء سريعاً من الفريقين على عكس نهائيات الكؤوس، واندفع اللاعبون في الهجوم بحثاً عن إحراز هدف باكر يمنحهم التفوق والتحكم في مجريات النزال، ولعب مدرب الأهلي غاروليم بنهج هجومي من خلال مشاركة الثنائي عماد الحوسني وفيكتور سيموس في الهجوم وسط مساندة حقيقية عبر الأطراف من تيسير الجاسم والجيزاوي، وتفرغ كماتشو لصناعة الألعاب من وسط الميدان وتغذية المهاجمين بالكرات السريعة، فيما أدى معتز الموسى دوراً حيوياً في محور الارتكاز، واهتم بقطع الهجمات النصراوية في مهدها، وحضر الرباعي كامل المر والموسى وبالومينو والحربي في الدفاع ومن خلفهم الحارس عبدالله المعيوف. وفاجأ مدرب النصر ماتورانا الجميع باحتفاظه بالمحور إبراهيم غالب على مقاعد البدلاء من غير أسباب واضحة، ودفع بالحارس عبدالله العنزي بين الخشبات الثلاث، وأشرك المدافع عمر هوساوي بدلاً من العريس عبده برناوي، وبجانبه محمد عيد وعبدالغني والغامدي، وفي متوسط الميدان عزيز وشراحيلي والزيلعي وبوقاش، وفي الهجوم سعود حمود والسهلاوي، وبدأت شرارة الهجمات من الضيوف بعد كرة من خطأ نفذه عبدالغني وأبعدها المعيوف قبل وصولها إلى رأس هوساوي (2)، ورد تيسير الجاسم بكرة ساقطة من الجهة اليمنى أمسكها العنزي (4)، وخطف الزيلعي كرة مرتدة وبذل فيها مجهوداً فردياً قبل أن يسلّمها إلى سعود حمود الذي سددها في الدفاع إلى ركلة زاوية (13)، وأرسل عمر هوساوي كرة رأسية إلى جوار القائم الأهلاوي، وصوب تيسير الجاسم كرة من مسافة بعيدة فوق العارضة النصراوية (26). ومع توالي الأحداث في متوسط الميدان ومرور دقائق النزال نجح مهاجم الأهلي العماني عماد الحوسني من إحراز الهدف الأول لفريقه بعد إرسالية طويلة من الجهة اليمنى من تيسير الجاسم إلى المتمركز عبدالرحيم جيزاوي الذي استغل تباطؤ عمر هوساوي وأنسل من بين المدافعين ليسددها في جسم الحارس العنزي لتتهيأ الكرة أمام الحوسني الذي أسكنها الشباك الصفراء مسجلاً الهدف الأول الذي ألهب المدرجات الخضراء، وحولها إلى شلالات من الفرح الصاخب (35). وحاول النصر تنظيم صفوفه بعد الهدف، وتنفيذ بعض الغارات الهجومية رغبة في إدراك التعادل، ولكن البطء الشديد في نقل الكرة والتحول من الدفاع إلى الهجوم، وقلة التركيز من المهاجمين حرمهم من الوصول إلى مبتغاهم، لتكثر الكرات المقطوعة في منطقة المناورة، ويزداد توتر لاعبي النصر لتمر الدقائق سريعاً من دون خطورة تذكر على المرميين، وفرض الهدوء هيمنته على أرضية الميدان في الدقائق العشر الأخيرة، ولم تشهد أية فرصة خطرة ليعلن بعدها الحكم الإيطالي لوكا بانتي عن نهاية أحداث الشوط الأول بتقدم الأهلي بهدف الحوسني من دون مقابل لفريق النصر. استهل مدرب النصر ماتورانا الشوط الثاني بإشراك البرازيلي ريتشي بدلاً من سعود حمود، ولم يترك الجيزاوي الفرصة للضيوف للدخول في أجواء الشوط الثاني عندما سجل الهدف الثاني بعد سلسلة من التمريرات البينية السريعة من الحوسني وسيموس وكماتشو الذي هيأها للجيزاوي وسط غفلة المدافعين ليرسلها أرضية سريعة في المرمى النصراوي هدفاً ثانياً لأصحاب الضيافة (46). وتحرك الضيوف بعد الهدف الثاني وتحرروا من قيودهم الدفاعية واندفعوا إلى الأمام لمحاولة اللحاق بالنتيجة، وجهز عبدالغني كرة عرضية حولها السهلاوي برأسه إلى خارج الملعب (49)، وأهدر السهلاوي فرصة مؤكدة بعد كرة جانبية من بوقاش صوبها برأسه من دون مضايقة إلى جوار القائم (61)، وأضاع هوساوي كرة رأسية من ركلة زاوية إلى خارج المرمى (64)، وأشرك ماتورانا المهاجم السعران على حساب شايع شراحيلي في رغبة حقيقية لزيادة النوايا الهجومية والضغط على أصحاب الضيافة، وكاد الجيزاوي أن يضاعف النتيجة من كرة تلاعب فيها بالدفاع النصراوي وسددها صاروخية اعتلت عارضة العنزي (65)، ورد ريتشي بتسديدة قوية من على مشارف منطقة الجزاء الخضراء مرت إلى جوار القائم (67)، وسحب غاروليم العماني عماد الحوسني وزج بالمحور وليد باخشوين (70)، وأشهر الحكم الإيطالي لوكا بانتي البطاقة الصفراء الثانية (الحمراء) في وجه الجزائري الحاج بوقاش لإعاقته كماتشو ليكمل النصر اللقاء بعشرة لاعبين (71). وتمكن كامل الموسى من إحراز الهدف الثالث لمصلحة فريقه من كرة جهزها له سيموس وأكملها في الشباك منهياً آمال الضيوف في العودة إلى اللقاء (74)، وتألق الجيزاوي في كرة هجومية ووضعها جميلة تصدى لها القائم النصراوي، ونجح الجيزاوي من إحراز الهدف الرابع من كرة مررها له سيموس وسددها مباشرة في الشباك الصفراء (76). وقلّص البرازيلي ريتشي الفارق بإحراز الهدف الأول لفريقه مستغلاً الكرة التي تهيأت له من ركلة ركنية سددها في المرمى الأهلاوي (82)، وأشرك غاروليم ياسر الفهمي بدلاً من الجيزاوي (85) ثم سحب معتز الموسى وزج بالقائد مسعد بديلاً عنه.