اعتصم أمس، مئات من عناصر الوحدات الجمهورية للأمن الجزائري في ساحة القصر الرئاسي في حي المرادية في أعالي العاصمة الجزائرية، بعد أن نقلوا احتجاجهم الذي بدأ مساء أول من أمس، من أمام مقر رئاسة الوزراء حاملين معهم لائحة ب19 مطلباً، فيما أعلن وزير الداخلية الجزائرية الطيب بلعيز من غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) نهاية إضراب الشرطة في المدينة. ولم يكد بلعيز ينهي لقاءه مع ممثلين عن عناصر الشرطة المحتجين في غرداية، حيث يعملون على منع وقوع أي مواجهات عرقية بين العرب والميزابيين (أمازيغ) منذ شهور، حتى تجمع مئات الشرطيين في العاصمة الجزائرية أمام قصر الرئاسة. وكان المحتجون انطلقوا من مديرية الوحدات في الحميز شرقي العاصمة وساروا في اتجاه قصر رئاسة الوزراء، حيث تجمعوا طيلة ليل أول من أمس، قبل أن يتجمعوا فجر أمس، في الساحة المقابلة لمقر رئاسة الجمهورية. وتجنّبت الحكومة نشر تعليقات أو تصريحات حول موضوع الاحتجاج الذي لقي مساندة من بعض الشرطيين في البليدة وتيزي وزو، في مقابل رجوع شبه كامل للشرطة المحتجين في غرداية إلى عملهم بشكل طبيعي صباح أمس. ورفع المحتجون أمام قصر الرئاسة عدداً من المطالب الاجتماعية المتعلقة بالأجور وتعويضات المهمات الخاصة، وأطلق بعض المحتجين شعارات تطالب برحيل المدير العام للأمن الجزائري عبدالغني هامل، الأمر الذي أزعج كثيراً مسؤولين في الحكومة. وأكد وزير الداخلية الجزائري عقب لقائه ممثلي قوى حفظ الأمن في غرداية، تكفل الدولة بمعالجة همومهم المتعلقة بتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية. وصرح بلعيز بأن «الحوار المسؤول والشفاف الذي فُتح مع عناصر حفظ الأمن سمح بتفهم انشغالاتهم والتوصل إلى توافق من أجل تحسين الوضعية الاجتماعية-المهنية لهم في جهاز الأمن الوطني». وأوضح بلعيز أن «تعليمات وجِّهت إلى الولاة بتخصيص حصص من المساكن الاجتماعية والريفية لقوات حفظ الأمن. وتم الالتزام أيضاً بتحسين شروط عمل الأعوان في الميدان، بما يسمح لهم بممارسة مهماتهم النبيلة في أفضل الظروف. أما في ما يتعلق بالزيادة في الرواتب ومستحقات المهمات وعلاوات المناطق فسيتم وضع لجان لإيجاد الحلول الملائمة». وتطرّق بلعيز إلى التجاوزات، موضحاً أن «لجان انضباط ستُشكّل وفقاً للتراتبية الإدارية على المستوى المحلي والوطني للسماح للعناصر برفع شكاويهم». واعتبر أن مطالب قوات الأمن مشروعة، مضيفاً أن «من خلال الحوار المتحضر والمسؤول سنصل إلى الحلول لكل المشاكل المطروحة».