صعّد عناصر من الشرطة الجزائرية اليوم الأربعاء من احتجاجاتهم، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة الجزائرية بحي المرادية، وقدموا عريضة تحتوي على عدة مطالب، أبرزها تنحي المدير العام للأمن الجنرال عبد الغني الهامل المقرب من الرئيس بوتفليقة، والسماح بإنشاء نقابة مستقلة للشرطة، إضافة إلى تغيير مدير الوحدات الأمنية وجميع العاملين معه ورفع الأجر الأساسي بنسبة 100 بالمئة. كما طالبوا أيضا بإعادة دمج حوالي 6000 شرطي تم فصلهم من العمل، فضلا عن مطالب أخرى تتعلق بتحسين ظروفهم المهنية وحياتهم الاجتماعية. وتعد تظاهرة رجال الأمن الجزائريين الأولى من نوعها في هذا البلد، وتجيء في لحظة تشهد فيها الجزائر أعمال عنف في مدينة غرداية الجنوبية بين الأمازيغ (المزاب) والعرب. " ارحل يا الهامل" هذا، وتوافد منذ صباح اليوم مئات من رجال الأمن إلى أمام مقر الرئاسة الجزائرية رافعين شعارات مناهضة لمديرهم العام عبد الغني الهامل، من بينها :"لن نعود إلى العمل حتى يرحل الهامل" و"الشرطي يبحث عن الأمن" و" القانون فوق الجميع ولا حصانة للمسؤولين وأبناء المسؤولين". فيما هتف آخرون بأصوات عالية :" ارحل يا الهامل" و"نحن نريد أن نتكلم مع سلال ( الوزير الأول)" أكثر من 3000 رجل أمن شاركوا في هذا التجمع حسب الأرقام التي نشرتها الصحافة الجزائرية اليوم الأربعاء، التي أضافت أن بعضهم حاول الدخول بقوة إلى مقر الرئاسة، فيما طالب آخرون بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال إليهم وإلا سيبقون في نفس المكان حتى مجيئه. وأمام مقر الرئاسة، ردد المتظاهرون النشيد الوطني ورفعوا شعارات جديدة، مثل "الله يرحم الشهداء" و"يا للعار يا للعار، حكومة بلا قرار". وصرح رجل شرطة مشيرا إلى نوبات العمل إنهم واقعون تحت ضغط لا يحتمل بسبب النوبات التي تصل إلى 48 ساعة دون راحة. استمرار الصراع في هرم السلطة الجزائرية هذا، وكانت الاحتجاجات بدأت أمس الثلاثاء في العاصمة بمسيرة شارك فيها مئات من رجال الشرطة، للتضامن مع زملائهم بالقرب من مدينة غرداية في جنوب البلاد، حيث أصيب عدد من ضباط الشرطة في اشتباكات بين العرب والأمازيع. وبدأت المسيرة من حي باب الزوار شرق الجزائر العاصمة إلى مقر الحكومة بقلب العاصمة، حيث نظموا وقفة احتجاجية طالبوا خلالها برحيل مدير الشرطة الهامل. وهي المرة الأولى منذ استقلال الجزائر في 1962 التي يخرج فيها رجال الشرطة للتظاهر في الشارع. ويعتقد بعض متتبعي الشؤون الجزائرية أن هذه الاحتجاجات تعكس استمرار الصراع بين مسؤول الاستخبارات الجزائرية الفريق توفيق مدين والرئيس عبد العزيز بوتفليقة والمقربين منه. وإلى ذلك كشفت جريدة "الوطن" أن شرطيين آخرين من المناطق الداخلية سيلتحقون بزملائهم المضربين في الجزائر، في حين يخشى النظام الجزائري أن تتسع دائرة الاحتجاجات لتشمل مدنا جزائرية أخرى. أ ف ب