تسببت المناورة المفاجئة، التي يجريها الجيش في منطقة الشمال، بنقاش حاد في إسرائيل حول احتمال نشوب حرب مع لبنان، وإذا كانت بالفعل مجرد مناورة، أو أنها تأتي في أعقاب تصعيد الاحتمالات الإسرائيلية بتدهور مفاجئ في المنطقة. وقد أثار استدعاء 2000 جندي احتياط للمشاركة في المناورة حال رعب بين الإسرائيليين، فيما تبين أن وزير الدفاع موشيه يعالون، لا يعرف بتفاصيل المناورة، ما استدعى النائب من حزب العمل بنيامين بن أليعازر، إلى مطالبة الحكومة ب"إجراء تحقيق فوري في عدم إطلاع يعالون على تفاصيل المناورة". إذ اعتبر بن أليعازر أن "مناورة مفاجئة وبهذه الضخامة، لا يجوز أن تجري من دون علم وزير الدفاع". من جهته اعتبر النائب تساحي هنغبي أن "عدم إبلاغ يعالون فشل كبير لرئيس أركان الجيش بيني غانتس، وقال إنه "في مثل هذه المناورة الضخمة، يجب التنسيق المسبق ووضع أهداف متفق عليها بين جميع الجهات ذات الشأن، لأن أي رد فعل على هذه المناورة قد يحولها إلى حرب حقيقية، لايمكن لقيادة الجيش وحدها تحمل المسؤولية". وكان الجيش قد استدعى وحدة كاملة من الاحتياط تضم اكثر من 2000 جندي، للتدريب على احتمال تدهور سريع في منطقة الشمال يؤدي إلى حرب على لبنان. وبحسب الجيش فإن "التدريب يحاكي قواعد المعركة استناداً لخطط عسكرية، تعتمد على معلومات استخبارية حول الأوضاع في المنطقة، ولبنان بشكل خاص. في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم قوات "اليونيفيل"، العاملة ضمن إطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، أنطوانيت ميداي أن "الجيش الإسرائيلي أحاط قوات اليونيفيل علماً بالتدريب العسكري الذي يجريه في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الخط الأزرق، بعد أن كان بدأها يوم أمس". وأكدت أن "الجيش الإسرائيلي أبلغ قيادة اليونيفيل أن هذا التدريب معد سلفاً، وليس له صلة بأي تطورات حدثت مؤخرا في لبنان أو في المنطقة"، مشيرة إلى أن "اليونيفيل نقلت هذه المعلومات إلى الجيش اللبناني".