اعتبر رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية تساحي هنغبي أن المناورة الكبرى التي تجريها «الجبهة الداخلية» في الجيش الإسرائيلي في الفترة الواقعة بين 31 الجاري والرابع من الشهر المقبل «ذات أهمية بالغة لإنقاذ حياة البشر»، مضيفاً أنه «في كل المواجهات مع عدو أو أكثر ستتلقى الجبهة الداخلية الهجوم الأساس، وكلما كانت جهوزيتنا أفضل تقل الإصابات في أوساط المدنيين وبالبنى التحتية الحيوية». وكان نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي أطلع أعضاء اللجنة أمس على تفاصيل المناورة الأكبر في تاريخ الدولة العبرية التي تحمل عنوان «نقطة تحول 3» وتأتي بعد أقل من أسبوعين على انتهاء أوسع مناورات جوية في تاريخ سلاح الطيران استمرت أربعة أيام. وقال فلنائي إن المناورة تحاكي تعرض إسرائيل إلى هجوم شامل بالصواريخ من الجهات المختلفة «مصحوبة بعمليات تفجيرية في أرجاء إسرائيل». وتابع أن الهجوم المفترض «ليس سيناريو خيالياً وليس بعيداً عن الواقع، وإذا وقعت حرب قد يتحقق هذا السيناريو». من جهته، قال رئيس «سلطة الطوارئ الوطنية» الميجر جنرال في الاحتياط زئيف رام إن المناورات تقوم على استخلاص العبر من مناورات كثيرة تمت في العامين الأخيرين، ومن عبر الحرب على لبنان عام 2006 والحرب الأخيرة على قطاع غزة. وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» أمس أن مناورات الجبهة الداخلية ستمتحن جهوزية الجبهة الداخلية لسلسلة من «سيناريوهات الرعب»، إذ ستحاكي المناورات حرباً شاملة على كل الجبهات، مع «حماس» و«حزب الله» وسورية «في موازاة تعرض المدن الإسرائيلية إلى موجة من العمليات التفجيرية.» وأضافت أن السيناريوهات تتطرق أيضاً إلى احتمال قيام المواطنين العرب في إسرائيل بأعمال شغب وإغلاق محاور الطرق الرئيسة. وتابعت الصحيفة أن المناورات ستحاكي تدهوراً على الجبهات المختلفة يستمر ثلاثة أشهر وينتهي إلى حرب شاملة. وقالت إن بداية التدهور ستكون في قطاع غزة «ما سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى احتلاله»، وبعد شهرين سيحصل توتر على الحدود الشمالية (مع لبنان وسورية)، وعندها تدخل إسرائيل أسبوع الحسم الذي سيشمل هجوماً إسرائيلياً مشتركاً لقواتها العسكرية كافة (على لبنان وسورية وقطاع غزة) بعد استدعاء شامل لقوات الاحتياط، وتتعرض بسبب ذلك إلى هجوم بالصواريخ على أرجائها المختلفة، وإلى موجة عمليات تفجيرية وأعمال شغب. وستشمل المناورات المؤسسات المدنية الإسرائيلية كافة، وتبدأ باجتماع للحكومة الأحد المقبل يعقد «أثناء تعرض إسرائيل لحرب شاملة»، مروراً بأذرع الدفاع المدني والشرطة والوزارات والسلطات المحلية المختلفة. وتصل المناورات أوجها صباح الثلثاء المقبل حين تطلق صفارات الإنذار ويطلب من كل الإسرائيليين الدخول إلى ملاجئ أو إلى مناطق آمنة. كذلك ستعقد الحكومة الأمنية المصغرة اجتماعا لها الأربعاء المقبل «تبحث فيه الإشكالات الناجمة عن تطورات الحرب، مثل تعرض إسرائيل إلى عملية تفجيرية كبرى أو إلى كارثة طبيعية أو أن تتعرض احدى منشآت المواد الخطرة إلى خلل». وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل التحضيرات الهائلة لهذه المناورات، بعث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو برسائل طمأنة إلى جهات دولية تقول إن التحضيرات لهذه المناورات بدأت منذ أشهر (أي قبل تسلمه منصبه)، وأن الحديث هو عن مناورات تجري كل عام. لكن هذه الرسائل لا تتسق مع ما نقلته صحيفة «هآرتس» عن مصادر أمنية إسرائيلية من أن إسرائيل تتحسب من تسخين في الحدود الشمالية، رغم أن المؤسسة الاستخباراتية تستبعد تصعيداً يبادر إليه «حزب الله»، «لكن الوضع معرض لانفجار سريع».