أكد رؤساء المجالس البلدية في محافظات منطقة الباحة أن غالبية المشاريع في المنطقة متعثرة، والبعض منها ينفذ بصورة بطيئة، مرجعين السبب إلى جملة من العوامل العائقة، الأمر الذي دفعهم إلى رفع بعض المطالبات لإيجاد الحلول المناسبة، كونهم لا يملكون سوى الوساطة بين البلديات والمواطنين. وأوضح رئيس المجلس البلدي في مدينة الباحة الدكتور صالح بن عباس خلال حديثه إلى «الحياة» أن المجلس البلدي لأمانة منطقة الباحة يعمل بدور رقابي بحسب ما نصت عليه اللائحة، وذلك من خلال مراجعة التقارير الدورية التي تتضمن جميع مشاريع الأمانة ثلث وربع السنوية، إضافة إلى الزيارات الميدانية للمشاريع والالتقاء بالمقاولين المنفذين لها. وأكد أن التأخر في تنفيذ المشاريع الحكومية قائم في مختلف أرجاء المملكة، ولدى جميع الوزارات بما فيها أمانة منطقة الباحة، مرجعاً السبب إلى الكم الكبير للمشاريع والتى تفوق إمكانات الشركات عدداً وكفاءة، وقلة عدد الشركات والمؤسسات وخصوصاً في المناطق النائية كمنطقة الباحة، والتي تشهد تأخراً ملاحظاً في تنفيذ المشاريع البلديه وخصوصاً الإنشائية منها. وقال إن الأمانة لم تلجأ حتى الآن إلى سحب المشاريع المتعثرة كون العمل سارياً بها بشكل بطيء في بعضها، موضحاً أن أسباب التأخير تتمثل في انشغال بعض المقاولين في مشاريع أخرى تخص الأمانة وبعض الجهات الحكومية، قله أعداد المقاولين وقدراتهم، صعوبة تضاريس المنطقة، قلة الاعتمادات المالية للمشاريع، عدم النظر في خصوصية المنطقة وطبيعتها الجبلية والصخرية والتغيرات المناخية التي تشهدها، قلة أعداد الكوادر الإدارية والفنية في الأمانة، صعوبة توفير المواد الخام اللازمة لتنفيذ المشاريع، غلاء المواد الخام مقارنة بكثير من مناطق المملكة، وعدم التدقيق في دراسات بعض المشاريع من جانب المكاتب الاستشارية التابعة للأمانة. من جهته، بيّن رئيس المجلس البلدي في محافظة المخواة عبدالرحمن المحياني ل «الحياة» أن المجلس البلدي يتابع جميع المشاريع والوقوف عليها، من خلال الجولات الميدانية على القرى التابعة للمحافظة، واللقاء بقاطنيها للتعرف على مطالبهم وحاجاتهم لبعض المشاريع المهمة، كاشفاً عن إنشاء برنامج حاسوبي خاص لمتابعة المشاريع بالاتفاق مع بلدية المحافظة. وتطرق إلى المشاريع المتعثرة والمشاريع القائمة ببطء شديد ك «استاد المخواة الرياضي»، إذ وفر المجلس البلدي المواقع للملعب لخدمة الشباب وتسليمه إلى الشركة المنفذة، ولكن العمل به يحتاج إلى سنوات في ظل بطء التقدم في المشروع، الطريق الدائري لمحافظة المخواة الذي بدأ العمل في تنفيذه منذ سنتين ولم يكتمل إنجازه وظل معلقاً ومشوهاً لمنظر المحافظة بسبب تهرب المقاول من إكمال المشروع، وتعثر مشروع الشارع العام للمحافظة منذ ما يزيد على عام رغم مطالبات المجلس المستمرة لإيجاد حل سريع لهذه المشاريع المهمة. وأضاف: «أوجد المجلس البلدي أرضاً للمدينة الجامعية في شمال المخواة وتم تسليمها إلى جامعة الباحة ولكن المشروع لم يبدأ بعد، كما تم تخصيص أرض لصالات الشباب وتم تسليمها للجامعة ولم يحدث أي جديد عليها»، واصفاً المشاريع المتعثرة، خصوصاً الحيوية منها، بأنها تشوه صورة المشاريع المنفذة والمحافظة بأكملها. وأشار إلى أن المجلس نفذ مشاريع لدرء أخطار السيول، والمتمثلة في عمل حاجز خرساني كامل يحيط ببعض القرى الواقعة بالقرب من الأودية، إذ إن الخطورة تكمن في الطرق المؤدية إلى القرى، الأمر الذي استوجب عمل المزلقات لتلك القرى تصل الحواجز من الشارع إلى منازلهم، لافتاً إلى أن البعض منها تم تنفيذه والبقية ما زال تحت التنفيذ. وأفاد المحياني بأن المجلس يتخذ بعض الإجراءات حول المقاولين المتعثرين إذ يتم استدعاء المقاول لتقريب وجهات النظر بينه وبين البلدية، وحل الخلاف بين الطرفين على بعض البنود المالية إن وجد، لافتاً إلى أنه في حال لم يتم الوصول إلى حل مناسب، تتم مخاطبة الأمانة والمحافظة لاتخاذ ما ترياه مناسباً بحق المقاولين المتعثرين. بدوره، أكد رئيس المجلس البلدي في محافظة غامد الدكتور عبدالرحمن الزندي ل «الحياة» أن هناك مشاريع عدة متعثرة، تم من خلالها مخاطبة أمانة الباحة والمحافظة لسحب تلك المشاريع من المقاول وتسليمها لآخر، كما توجد مماطلة من الشركات في كثير من المشاريع ومن أهمها مشاريع درء السيول، تحسين وتجميل الأماكن العامة، إضافة إلى سفلتة ورصف وإنارة الطرق.