كثفت الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية في بغداد إجراءاتها تحسباً لهجمات محتملة، بعد موجة من التفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت بعض المحافظات، بينها كربلاء والديوانية وميسان، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 106 أشخاص. وانفجرت سيارة مفخخة قرب أحد المطاعم الشعبية القريبة من مباني سكن الطلاب في جامعة القادسية وسط الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) وأسفر التفجير عن مقتل مدني وشرطي مرور وإصابة 27 بجروح متفاوتة. إلى ذلك، فجرت سيارتان مفخختان بالتزامن وسط العمارة (380 كلم جنوب بغداد) ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 30 آخرين معظمهم من عمال البناء. وقال رئيس مجلس محافظة ميسان عبد الحسين عبد الرضا ل «الحياة» إن «السيارتين انفجرتا بفارق زمني متقارب وقد وضعت الجهة المنفذة السيارة الثانية في طريق المواطنين الهاربين من الانفجار الأول». وأضاف إن «المجلس يحمّل رئيس اللجنة الأمنية العليا في المحافظة علي دواي مسؤولية الانفجار». وأوضح إن «اللجنة الأمنية في المجلس زودت المحافظة معلومات عن مخطط لبعض الخلايا الإرهابية تفجير أسواق شعبية إلا أن المحافظة قابلت هذه المعلومات باستهتار». وتابع إن «اللجنة حضت المحافظ على الإسراع في القبض على المشتبه بتحركاتهم بالإضافة إلى من يثبت تورطهم في قضايا إرهابية سابقة وما زالوا يتعاونون مع بعض الجهات المجهولة». وفي محافظة كربلاء أدى انفجار سيارة مفخخة في الحي الصناعي إلى مقتل وإصابة نحو 15 شخصاً. وفي مدينة المحمودية أدى انفجار سيارة داخل سوق شعبية في إلى مقتل وإصابة 24 شخصاً». وأكد مصدر أمني أن استهداف محافظات الجنوب كان متوقعاً بسبب الأحداث المتسارعة التي تشهدها المناطق الغربية وألقت بظلالها سريعاً على الأمن والاستقرار في كل البلاد. وعن بغداد قال: «استنفرت كل الأجهزة الأمنية لمنع أي اختراق أمني. والإجراءات المتبعة تكاد تكون روتينية بسبب افتقار القوات إلى أجهزة متطورة تكشف السيارات المفخخة عن بعد معقول». وعن انتشار بعض فصائل «كتائب حزب الله» العراقي في بعض مناطق العاصمة ومحافظات أخرى لمساندة القوات الأمنية، على ما أعلن زعيمها واثق البطاط، قال: «لا صحة لتلك المعلومات والتصريحات التي أدلى البطاط المراد لمغازلة الحكومة والحصول على دعم ومادي، أسوة ببعض الفصائل المسلحة التي كسبت ود الحكومة وحصلت على مكاسب سياسية ومعنوية مثل عصائب أهل الحق». وأضاف أن «الحكومة لا تسمح بحمل السلاح خارج الإطار الرسمي، وبذلك تعد تصريحات البطاط غير صحيحة وغير مسموح بها، ولدينا أوامر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة باعتقال تلك المجموعات». وكان البطاط هدد في بيان باستهداف رجال الدين في ساحات الاعتصام وسياسيين وإعلاميين «يروجون للإرهابيين في ساحات المكر»، مؤكداً أنه سيقوم «بضرب هؤلاء ومصالحهم الاقتصادية». وأضاف: «بعد أن أعطينا الحجج وأمهلنا المهلات للحكومة والمتمردين قال المتفيقون والمتصيدون بالماء العكر إننا افتراضيون وهميون ومسيسون مأمورون وموجهون». وأوضح أن «أولى هذه الخطوات هي تهديد بؤر الإرهاب والداعين إليه من المعممين الذين يرتقون منصات الغدر في ساحات المكر والذين يفتون بقتل العراقيين ويحركون الفرقة المذهبية والطائفية ومن إعلاميين وبعثيين سابقين وحتى السياسيين ولا نستثني أحداً ممن يدعو أو يشجع أو يرضى بالإرهاب». يذكر أن البطاط ملاحق بموجب مذكرة توقيف منذ شباط (فبراير) الماضي.