«لم نكن نتوقع أن تُكتب لنا الحياة مجدداً بعد أن شاهدنا الموت بأعيننا»، بهذه العبارة وبصوت تسيطر عليه بقايا الصدمة استهل الشابان اللذان تداولت صورهما وسائل الإعلام، وهما معلقان بشجرة طلح شامخة وسط سيل متدفق، حتى بات يطلق عليهما لقب «أهل الطلحة» حديثهما. عبدالعزيز العازمي وعبدالله الرشيدي يحكيان تفاصيل قصة احتجازهما وتعلقهما ب«شجرة الطلح» في وادي «الإديرع» بمدينة حائل لأكثر من خمس ساعات بعد هطول أمطار غزيرة على المنطقة أول من أمس. يقول عبدالله الرشيدي (18 عاماً): «بعد هطول المطر اتجهنا إلى وسط شعيب الإديرع، وأوقفنا مركبتنا وبقينا على مسافة قريبة منها لمشاهدة السيل عن قرب لكننا فؤجئنا بالسيل وهو قادم بقوة شديدة من اتجاه طريق الروضة – الطلحة، فتوجهنا إلى السيارة مباشرة في محاولة منا للهرب قبل اقتراب السيل، لكننا فوجئنا بأن السيارة غير قادرة على السير بعد أن غاصت إطاراتها في طين الوادي». ويضيف: «سارعنا إلى الخروج من السيارة بعد أن بدأت المياه تغمرها واتجهنا إلى شجرة الطلح وتشبثنا بها في موقف صعب جداً لا يمكن أن أنساه ما حييت». وزاد: «كنت أمسك بقدم عبدالعزيز، وكان هو يمسك بي حين تدفعني المياه وتخلّ بتوازني». ولا يجد عبدالعزيز العازمي (21 عاماً) تعبيراً أكثر معنى من «رأينا الموت أثناء تعلقنا بشجرة الطلح». يقول: «لم نكن نتوقع أن تكتب لنا الحياة من جديد». ويضيف: «كنا نتشهد ونتضرع إلى الله بالدعاء أن ينجينا، ولو تأخرت عمليات الإنقاذ التي قادها شبان سعوديون ووافد من جنسية أفغانية إلى جانب رافعة الدفاع المدني، لكنا انهرنا وسقطنا في بطن الوادي، خصوصاً أن عبدالله كاد أن يسقط ثلاث مرات لفقدانه اتزانه بسبب قوة المياه المنقولة». ويتابع روايته: «كنت في كل مرة أمسك به وأساعده في العودة للتشبت بأغصان الشجرة مجدداً»، لافتاً إلى أنه تم نقلهما بسيارة خاصة لمستشفى الملك خالد العام بعد تعرضهما لرضوض في أنحاء متفرقة من جسديهما وخرجا منه بعد تلقيهما الإسعافات اللازمة، مقدماً شكره لكل من تعاطفوا أو ساهموا في إنقاذ حياته وصديقه.