نجحت شجاعة وافد من جنسية أفغانية وثلاثة من أبناء جلدته إلى جانب نحو 30 شاباً سعودياً في إنقاذ شابين من الموت بأعجوبة بعد أن طمرت مياه الأمطار مركبتهم فلجأوا إلى جذع شجرة مجاورة في شعيب «الأديرع»، وظلوا عالقين هناك لأكثر من خمس ساعات متواصلة نتيجة الأمطار والسيول التي شهدتها حائل منذ صباح أمس، بعد أن فشلت محاولات رجال الدفاع المدني في إنقاذهم. خلع الأفغاني عبدالعظيم محمد خان (51 عاماً) - الذي كان له الدور الأبرز في إنقاذ الشبان الثلاثة - ملابسه لينضم إلى «جسر بشري» امتد من سواعد 30 شاباً مع ثلاثة مقيمين أفغان لإنقاذ شابين سعوديين من موت محقق، ضارباً بذلك أروع أمثلة الشجاعة والبطولة، وينقذ الملتجئين إلى الشجرة من مياه السيول. حادثة احتجاز الشابين وتشبثهم في شجرة بشعيب الأديرع، التي كان يترقبها المئات من الشبان ممن كانوا متجمهرين ويترقبون نهاية فصول الحادثة التي كانت نموذجاً مماثلاً لحوادث مشابهة كثيراً ما تتكرر في مختلف مناطق المملكة وقت هطول الأمطار وراح ضحيتها العشرات. عبدالرحمن شفق الشمري (22 عاماً) الذي أُصيب برضوض في أنحاء مختلفة من جسده وأُدخل مستشفى الملك خالد العام بعد إسهامه في إنقاذ العالقين، يروي قصة إنقاذهم للشبان الثلاثة بقوله: «فوجئنا أثناء اقترابنا من شعيب الأديرع بأن هناك شابين عالقين في الشجرة بعد أن طمرت المياه سيارتهم، فاقترحنا عمل جسر ومد حبل لإنقاذهما، ليقوم الأفغاني عبدالعظيم خان بالوقوف تحت الشجرة ليتولى مهمة سحب وإنزال العالقين وتسليمهما للشاب الذي يليه». ويضيف الشمري في حديث خاص إلى «الحياة»: «تعرّض كثير منا لرضوض نتيجة قوة السيل وضغط الحبل على الأيدي، مشيراً إلى أنهم نجحوا بعد نصف ساعة من إنقاذ الشبان». ولفت إلى أنهم فوجئوا بعدم قدرة الدفاع المدني على إنقاذ العالقين، حتى أن أحد رجال الأمن حينما حاول الاقتراب من العالقين سحبه السيل وتمّ إنقاذه بصعوبة بالغة. ويضيف: «القوارب التي أحضرها رجال الدفاع المدني وقاموا بتشغيلها علقت في السيل، وقام أحد المواطنين بسحبها بسيارته الجيب، مشيراً إلى أن الدفاع المدني اكتفى بسحب سيارات المواطنين وإطلاق صافرات الإنذار».