طيف رسام الكاريكاتور الفلسطيني المغدور ناجي العلي يحوم في المكان، الإعلام بفروعه المختلفة هو محور النقاشات، جردة حساب لعشر سنوات من النقاشات الإعلامية وسط حضور حاشد من الإعلاميين العرب. هكذا تبدو أجواء الدورة العاشرة ل «ملتقى الإعلام العربي» في الكويت، الذي انطلقت أعماله أول من أمس، وتختتم غداً الثلثاء. دورة هذا العام تحمل شعار «الإعلام والسلام»، وتميزت برؤية جديدة تحوي عناوين تتماشى مع ما يشهده العالم العربي من تقلبات سياسية واجتماعية واقتصادية، إذ يضم جدول الأعمال 12 جلسة تتنوع بين حوارات مفتوحة مع عدد من الشخصيات العربية الإعلامية المعروفة، وبين وجبات خفيفة يعرض من خلالها عدد من التجارب الإعلامية عن السيرة المهنية لعدد من الوجوه الإعلامية العربية الشابة، وكيف استطاعت أن تحقق ذاتها. حفلة الافتتاح شهدت تكريم الفائزين بالجائزة العربية للإبداع الإعلامي لعام 2013، والتي يقدمها الملتقى سنوياً إلى شخصيات ساهمت وتساهم في إثراء الساحة الإعلامية تطويراً ومهنيةً وإبداعاً. وجرى توسيع رقعتها هذا العام لتشمل الجانب الثقافي، خصوصاً من أصحاب الأعمال الذين ارتبطت أعمالهم وسيرتهم بالإعلام ووسائله ومنصاته المختلفة، مثل الشاعرة والكاتبة الكويتية سعاد الصباح والشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي والإعلامي الكويتي يوسف الجاسم والإعلامية المصرية ليلى رستم، التي شهدت مولد التلفزيون المصري عام 1960 وقدمت واحداً من أهم البرامج التوعوية التثقيفية هو «نافذة على العالم». كما كرم الملتقى نبيل الحمر، مستشار ملك البحرين للشؤون الإعلامية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة صحيفة «الأيام» البحرينية، والإعلامي السوري مصطفى الآغا، مذيع برنامج صدى الملاعب على شاشة «أم بي سي». وقال الأمين العام للملتقى ماضي الخميس، إن «دورة هذا العام تعد احتفالاً بمرور 10 سنوات من العمل والجهد والعطاء المتواصل في خدمة الإعلام العربي»، معتبراً أن الملتقى استطاع خلال هذه الفترة أن يقرِّب المسافات بين وجهات النظر المختلفة، وأن يخرج بدراسات وتوصيات ساهمت في تطوير المنظومة الإعلامية العربية، خصوصاً أن انطلاق أعمال الملتقى واكب هذا التطور السريع في تكنولوجيا الاتصال حول العالم. ولفت الخميس إلى أن هيئة الملتقى «لم تكتفِ بذلك، بل كثفت السعي في مجال التدريب والاستشارات والدراسات الإعلامية المتكاملة. واستطاعت إقامة شراكات عالمية، ما حوّل الملتقى بوابة تقدم من خلالها كل جديد ومتطور في مجالات الإعلام والاتصال المختلفة، فضلاً عن استثمار هذه الشراكات في تأهيل الكوادر العربية وتدريبها على أحدث وسائل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات». واختار الملتقى «دورة ناجي العلي» شعاراً للدورة الثالثة من أعمال «ملتقى الكويت الإعلامي للشباب» لتعريف الإعلاميين الشباب بعمالقة الصحافة العرب، وكذلك من خلال معرض «فن الكاريكاتور» الذي تضمن مجموعة من أبرز اللوحات الفنية لعدد من الرسامين العرب. وكان الملتقى بدأ كمبادرة إعلامية عام 2003 بهدف إيجاد «مناخ إعلامي عربي يفتح الباب أمام كل التيارات لتبني لغة حوار راقية لرسم رؤية متطورة للإعلام العربي».